استعارة تاريخية في عمل أدبي.. رواية “آلموت”
مزج الكاتب السلوفيني فلاديمير بارتول في روايته “آلموت” التاريخ الواقعي والسياسة مع الدين إلى جانب خياله للوصول إلى عمل أدبي يشد القارئ ويرحل به إلى زمان تلك الرواية، ليتمكن من إسقاط تلك الأحداث على ما حدث ويحدث في وقتنا الحالي.
يتحدث كتاب فلاديمير بارتول عن محاولة الأتراك مداهمة قلعة “آلموت” واغتيال نظام الملك وبناء حسن الصباح، مؤسس فرقة من الإسماعيلة المعروفة بالحشاشين، وقدرة الصباح على استيلائه على هذه الأسطورة وتدريبه للفدائيين وتأسيسه لفرقته في تلك الفترة.
قد لا تكون جميع التفاصيل المذكورة بالرواية حقيقية وموثقة تاريخيًا، ولكن الشخصيات والأحداث المذكورة تدور في القرن الحادي عشر، واستطاع الكاتب استعارة تلك الشخصيات التاريخية والأحداث والوصول من خلالها إلى عقل القارئ وقلبه، ليجعل من باكورة أعماله أحد الأعمال الناجحة عالميًا.
وتسرد الرواية فترة وجود حسن الصباح في قلعة “آلموت” الواقعة في جبال خرسان في إيران عام 1092، واعتناقه للمذهب الإسماعيلي ظنًا منه أنه سيخدمه في بناء أسطورته وإقناع مجموعة من الفدائيين بقدسيته وامتلاكه مفاتيح الجنة.
يصف الكاتب في هذه الرواية علاقة شيخ الجبل بأميراته وجنوده، ووقوع الفدائيين بحب فتيات القلعة، كذلك الطبيعة الخلابة والغموض الذي يلف قلعة “آلموت” بمن فيها من شخصيات.
تعد الرواية من أهم الروايات التاريخية، وهي أول أعمال فلاديمير بارتول التي لاقت نجاحًا كبيرًا واستغرق في كتابتها عشرة أعوام.
وتمكن الكاتب بقدرته على نقل حس القارئ لتلك الأحداث والأماكن والشخصيات من خلال إبداعه في سرد الوقائع ونقل الأحداث.
نشر فلاديمير بارتول، المولود في إيطاليا سنة 1903، روايته عام 1938 باللغة السلوفينية وأصبحت أكثر أعمال الأدب السلوفيني شهرة في مختلف أنحاء العالم وترجمت إلى لغات عديدة منها اللغة العربية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :