ذكرى اختطاف امرأة لطائرة ركاب أمريكية وتفجيرها في دمشق.. ماذا تعرف عنها؟

  • 2018/08/30
  • 1:05 م
الفلسطينية ليلى خالد برفقة جدها (انترنت)

الفلسطينية ليلى خالد برفقة جدها (انترنت)

عملية اختطاف الرحلة “840”، قادتها فتاة فلسطينية بتاريخ 29 من آب 1969، حين اختطفت طائرة ركاب أمريكية كانت متوجهة من لوس أنجلوس في الولايات المتحدة إلى تل أبيب في إسرائيل مرورًا بروما في إيطاليا، لتنفجر نهاية المطاف في مطار دمشق الدولي.

وقعت الحادثة في وقت كانت فيه القضية الفلسطينية في أوجها بسبب مشاريع إسرائيل الاستيطانية في المنطقة، حينها اتخذت ليلى خالد، ذات الـ 25 عامًا، قرارًا بنقل معاناة الشعب الفلسطيني إلى العالم وإن كلفها ذلك حياتها، على حد تعبيرها.

التحقت ليلى بصفوف “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، التي بدأت مطلع عام 1969 بالتخطيط لخطف طائرة ركاب أمريكية بهدف “لفت أنظار الشارع الغربي إلى ما يجري في فلسطين، والضغط من أجل إطلاق سراح السجينات الفلسطينيات لدى إسرائيل”، كما تقول ليلى في مقابلة لها مع قناة الجزيرة عام 2005.

وتحقيقًا لذلك، خضعت ليلى خالد لتدريبات مكثفة في الأردن ولبنان برفقة سالم العيساوي، الذي كان شريكها في العملية، حيث تدربت على استخدام السلاح وأسس الملاحة الجوية لمراقبة سير الطائرة بعد خطفها.

وبالفعل وقع الاختيار على طائرة الركاب الأمريكية رقم “840”، التي كانت تسيّر رحلتها بتاريخ 29 من آب من نفس العام، إذ حجزت ليلى وسالم بطاقات للرحلة في درجة “رجال الأعمال”، ليقتحما قمرة القيادة بعد 30 دقيقة من إقلاع الطائرة التي كانت تقل 116 مسافرًا على متنها.

لماذا حطت الطائرة في دمشق؟

طلبت ليلى من كابتن الطائرة التوجه إلى فلسطين، إلا أنه حاول التوجه نحو قاعدة أمريكية في ليبيا، الأمر الذي أثار انتباه ليلى عبر البوصلة، فأخذت تهدده ما اضطره للتوجه نحو الأراضي الفلسطينية.

وحين حاول الكابتن الهبوط بمطار تل أبيب لاحظ سالم العيساوي وجود دبابات وجنود إسرائيليين في أرض المطار، فطلب تغيير مسار الطائرة والتوجه إلى مدينة حيفا، التي ينحدر منها هو وليلى، حيث حلقت الطائرة على علو منخفض، بناء على طلبهما ليشاهدا مدينتهما عن قرب.

طوال عملية الاختطاف كانت ليلى تردد عبر جهاز المراقبة عبارة “فلسطين حرة عربية”، الأمر الذي أثار استفزاز المراقبين الجويين الإسرائيليين، إذ كانوا مضطرين لترديد العبارة نفسها، بموجب قوانين الملاحة الجوية التي تلزم المراقب الجوي بتكرار ما يصله من الطائرة، لتأكيد سماعه له وإدراجه في مخطط الطيران العام.

وحين ضاقت الوجهات أمام الطائرة المختطفة، طلب سالم العيساوي من قائد الطائرة التوجه نحو مطار دمشق الدولي، وبالفعل حطت الطائرة هناك وتم إنزال جميع الركاب منها ثم تفجيرها.

العملية أثارت حينها أزمة بين سوريا ومصر، إذ اتهمت دمشق القاهرة بمحاولة توريطها في القضية، إلا أن التحقيقات مع ليلى وسالم لم تثبت ذلك.

عملية مشابهة بعد عام

تقول ليلى إن السلطات السورية اعتقلتها لأشهر في مطار المزة العسكري، وكانت التحقيقات تصب حول الهدف من التوجه إلى دمشق، ليأتي رد ليلى بأن سوريا دولة “مناهضة للإمبريالية” التي تعتبر أمريكا عمادها.

وتضيف في حديثها للجزيرة أن مصطفى طلاس، الذي كان رئيس أركان حينها، تولى التحقيق معها وأبدى تعاطفه مع العملية ومع القضية الفلسطينية، إلا أنه كان مجبرًا على التحقيق في الحادثة بحزم.

وبعد أشهر، تم الإفراج عن ليلى التي سافرت إلى ألمانيا بعد إجرائها عمليات تجميل لتغيير معالم وجهها، وهناك نفذت عملية اختطاف أخرى لطائرة إسرائيلية كانت متجهة من أمستردام إلى نيويورك، عام 1970، إلا أنها انتهت باعتقالها في بريطانيا بعد مراوغة من الكابتن.

وأفرج عن ليلى بعد أن خطف شاب فلسطيني طائرة أخرى ليضغط على لندن بغية الإفراج عنها، وبالفعل تم الأمر إذ سافرت ليلى إلى مصر ومنها إلى الأردن لتتفرغ للعمل الفلسطيني النسائي، وتحمل لقب “أول امرأة تخطف طائرة”.

مقالات متعلقة

  1. بريطانيا تتيح الكشف عن أموال الأسد المجمدة بقضية اختطاف طائرة
  2. "اضطراريًا".. طائرة تضم ركابًا إسرائيليين تهبط في مطار بالسعودية
  3. وفاة السفير الفلسطيني في دمشق متأثرًا بـ"كورونا"
  4. كيف أفلت النظام السوري من قضية "لوكربي"

سوريا

المزيد من سوريا