الحرب أكثر “دفئًا”.. تعزيزات عسكرية دولية إلى سوريا
باتت سوريا منطقة الحرب الأكثر دفئًا بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، في ظل حرارة التصريحات والاتهامات التي تحمل في ثناياها تهديدات، باتت تعكسها التحركات العسكرية، من خلال استقدام تعزيزات غير مسبوقة وحشد وحدات قادرة على تنفيذ مهمات قتالية هجومية.
ورغم التحالف الذي يجمع الولايات المتحدة وتركيا في “الناتو”، إلا أن البلدين يشهدان أسوأ فترة في علاقتهما على الصعيدين الدبلوماسي والعسكري، تسببت بها صفقة منظومة صواريخ الدفاع الجوي “إس 400″ التي تعتزم تركيا شراءها من روسيا.
بالمقابل، تشهد العلاقات التركية- الروسية تقاربًا و”نشوة” بعد سلسلة من الأحداث كانت تقرب البلدين من حرب وشيكة (حادثة إسقاط الطائرة الروسية، اغتيال السفير الروسي بأنقرة).
واستثمرت كل من روسيا وتركيا التوتر الأخير مع الولايات المتحدة، في تعزيز التقارب بينهما، إلا أن الساحة السورية تشكل صراعًا خلفيًا من أجل تحقيق المصالح، في ظل تبني كل بلد منهما لطرف من طرفي الصراع في سوريا (الأسد والمعارضة).
القوات الخاصة التركية.. إلى أرض المعركة
على وقع ترقب انطلاق “الحرب على إدلب”، تستمر تركيا بتعزيز نقاط المراقبة التي نشرتها في محافظة إدلب، بالتزامن مع تحضيرات من قبل قوات الأسد لبدء عملية عسكرية ضد فصائل المعارضة.
ووصل رتلٌ تركي يضم عدة آليات وناقلات جنود، فجر اليوم، الأربعاء 29 من آب، إلى نقطة المراقبة التركية الواقعة شرق مدينة مورك بريف حماة الشمالي،
فيما أكد مراسل عنب بلدي في ريف حماة، اليوم الأربعاء، أن شاحنات تحمل كتلًا إسمنتية لا تزال تدخل بشكل يومي وتتوزع على نقاط المراقبة، وخاصة الواقعة على طول الشريط الشرقي لإدلب، بالإضافة إلى شاحنات أخرى تتبع لتركيا وتحمل كرفانات مسبقة الصنع.
كما أرسل الجيش التركي، أمس الثلاثاء، تعزيزات من الوحدات الخاصة نحو الحدود مع سوريا، برفقة ست عربات، بعد ساعات من بث وسائل إعلام تركية شريطًا تلفزيونيًا، يظهر جنودًا من القوات الخاصة التركية قبل صعودهم إحدى الطائرات العسكرية المخصصة للشحن والنقل العسكري.
Turkish army sends 224 commando units to Syria. pic.twitter.com/JY4OuFQPAI
— Observer (@byz_observer) August 28, 2018
وسبق للجيش التركي إرسال جنود من القوات الخاصة إلى سوريا، وتحديدًا إلى عفرين، إبان معركة “غصن الزيتون”، بغية المشاركة في المرحلة الثانية للمعركة وتنفيذ مهام قتالية هجومية.
وقال المحلل والخبير في الشأن التركي، ناصر تركماني، خلال حديث سابق له مع عنب بلدي، إن تركيًا أرسلت في 26 من شباط الماضي جنودًا من القوات الخاصة من أجل اقتحام مراكز النواحي الخمسة الواقعة على الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا
البحرية الروسية في مياه المتوسط
عبرت ثلاث سفن حربية روسية من نوع “فرقاطة” (هجومية قتالة) مضيق معبر البوسفور في تركيا لأول مرة منذ عامين، متجهة نحو ميناء طرطوس، حيث القاعدة العسكرية البحرية الروسية الوحيدة في البحر المتوسط، وفق ما نشره “مرصد البوسفور” عبر “تويتر”.
وبلغ عدد السفن التي نشرتها روسيا في البحر المتوسط عبر مضيق البوسفور 13 سفينة وغواصتين عسكريتين، استنادًا لـ “مرصد البوسفور”، ووصفته صحيفة روسية يوم الثلاثاء، بأكبر حشد في موسكو منذ دخولها الصراع السوري في عام 2015.
One Russian newspaper today claims Moscow is assembling an “unprecedented” naval force in the Mediterranean: “10 ships (& more on their way), most with cruise missiles”, reportedly “to support an assault by the Syrian army on Idlib.” pic.twitter.com/w0PowIh0qU
— Steve Rosenberg (@BBCSteveR) August 28, 2018
الولايات المتحدة في طريقها إلى “حظر جوي”
عززت الولايات المتحدة قوتها العسكرية في سوريا، مع لهجة شديدة الحدة تجاه بقائها في سوريا وربطه مع انتهاء الوجود الإيراني في سوريا، رافقه حديث طال إمكانية إقامة منطقة “حظر جوي”، فوق مناطق شرق الفرات التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
فقد عبرت المدمرة الأمريكية البحرية “روس” نحو البحر المتوسط في 25 من آب، لتستقر وفق تقارير روسية نقلتها وزارة الدفاع يوم 27 من آب في الجزء الشرقي من البحر المتوسط (المياه الدولية قبلة الشواطئ السورية).
ووفقًا لوزارة الدفاع الروسية، فإن المدمرة الأمريكية “روس” محملة 57 بصاروخ من نوع “توماهوك”، وتستطيع حمل 500 جندي من المشاة البحرية، وتعد واحدة من أربع سفن للدفاع الصاروخي الأمريكية المنتشرة بشكل كامل في أوروبا.
في حين كان ظهور صور معدات تابعة لسرب المراقبة الجوية “727” في القيادة الجوية الأمريكية، أكثر تأثيرًا ولفتًا للتغير في السياسة الأمريكية وعملياتها الحربية في سوريا، عندما وصلت المعدات إلى أحد المطارات العسكرية التابعة للقوات الأمريكية في شمال شرقي سوريا، وذلك من أجل تثبيتها في 17 من تموز الماضي.
More photos from #USSCarney's🇺🇸 #MC1Kledzik during recent #BlackSea maritime security ops to enhance interoperability w/ @NATO allies & partners & ensure stability thru exercises, port visits & community service #SteadyPresence #ReadyForces pic.twitter.com/6Azr0VO4cL
— U.S. Naval Forces Europe-Africa/U.S. 6th Fleet (@USNavyEurope) August 27, 2018
وكانت معدات “السرب 727″ وصلت في 24 من حزيران، واستطاع الفنيون إنهاء تركيب الرادارات وأبراج الاستشعار قبل بداية تموز، أي خلال أقل من ستة أيام.
وتعد مهمة سرب المراقبة الجوية “727” توفير صورة حية ومستمرة للمجال الجوي في سوريا، ومعلومات مبكرة بدقة من أجل التدخل السريع من قبل الطائرات القتالية
كما يوفر السرب، الذي يسمى أيضًا “المهمين”، تحكمًا كاملًا يجعل من المجال الجوي آمنًا تمامًا بالنسبة للقوات الأمريكية.
ويضم السرب طائرات مقاتلة وقاذفات القنابل وطائرات ناقلة وطائرات الاستطلاع والمراقبة، وطائرات دون طيار (درونز).
وسبق أن استخدام “السرب 727” كجزء رئيسي خلال حربي العراق وأفغانستان، والمهمات النوعية والحاسمة للناتو لدوره البارز في قيادة الهجوم.
ثماني سنوات.. لا صدام مباشر
على الرغم من أن التعزيزات العسكرية لقوى الولايات المتحدة وروسيا وتركيا تشكل مفارقة من ناحية تزامنها ونوعيتها وحجمها مقارنة بأخرى على مدار سنوات الحرب في سوريا، إلا أنه لم يحدث أي صدام بين تلك القوى، باستثناء حادثة إسقاط طائرة روسية، بعد أن اعترضتها طائرات تركية فوق جبل التركمان في 24 من تشرين الثاني عام 2015، أي بعد نحو سبعة أسابيع من بداية التدخل الروسي في سوريا، وذلك بعد عبورها، طبقًا لقواعد الاشتباك وعدم انصياع الطيار للتحذيرات.
إلا أن تدعيم “الوكلاء” في خوض الحرب كان أبرز ما في المشهد، على غرار “الحرب الباردة” التي أصبحت أكثر دفئًا خلال الحرب في سوريا، والتي تشهد حالة من الوعيد والتهديد واستعراض القوة والصناعة العسكرية.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :