أعلنت إيران عن نيتها التخلي عن الاتفاق النووي، بسبب ما اعتبرته الفشل في تحقيق مصالحها الوطنية، بعد يأسها من تقديم الدعم الأوروبي لإنقاذ الاتفاق.
ونقلت وكالة “رويترز” اليوم، الأربعاء 29 من آب، عن المرشد الأعلى الإيراني، آية الله على خامنئي، قوله، “إن الاتفاق النووي وسيلة وليس غاية، وإذا خلصنا إلى نتيجة أنه لا يخدم مصالحنا الوطنية فبإمكاننا التخلي عنه”.
خامنئي قال خلال اجتماع مع الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إن على طهران أن تفقد الأمل في أن تقوم أوروبا بإنقاذ الاتفاق النووي.
التصريح الإيراني يأتي على خلفية عدم اتخاذ الدول الأوروبية أي خطوة عملية لإنقاذ الاتفاق النووي، وتنفيذ تحدياتها ضد واشنطن، مع بدء العقوبات الأمريكية على طهران.
إذ قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، قبل أسبوعين، إن الاتحاد الأوروبي غير مستعد لدفع ثمن تحدي الولايات المتحدة في إنقاذ الاتفاق النووي بعد خروج واشنطن منه.
ويعتبر الموقف الإيراني الجديد مغايرًا لتمسك طهران بالاتفاق، والشكوى من تأثير توقيفه السلبي على الاقتصاد الإيراني، إضافة للعزلة التي تسببتها العقوبات التي أعقبت خروج واشنطن من الاتفاق قبل أشهر.
الانسحاب الأمريكي من الاتفاق عقبه أيضًا ضغوط على الدول والشركات المتعاملة مع إيران لوقف تعاملاتها مقابل عقوبات كبيرة، وهذا ما يهدد الاقتصاد الإيراني بشكل كبير خلال الأشهر القادمة، خاصة مع قرب فرض عقوبات أمريكية جديدة على قطاع الطاقة الإيراني في بداية تشرين الثاني المقبل.
ورغم الوعود الأوروبية لمخالفة واشنطن ومواصلة الحفاظ على الاتفاق الإيراني، إلا أن العقوبات الأمريكية حالت دون ذلك، وانخفضت مستويات توريد النفط الإيراني إلى مستويات متدنية خلال الأسابيع الأخيرة.
التدهور الاقتصادي في إيران على خلفية العقوبات الأمريكية، دفع خامنئي خلال اجتماعه اليوم، للقول، “نحتاج إلى أن نكون أقوياء في الميدان الاقتصادي (…) على المسؤولين أن يعملوا بجد ليل نهار لحل المشاكل“.
وأضاف، “طهران لن تتفاوض مع المسؤولين الأمريكيين (الوقحين) على أي مستوى للتوصل لاتفاق جديد بشأن برنامجها النووي”، بحسب تعبيره.
وفي تقرير نشرته وكالة “رويترز” اليوم الأربعاء، يوضح انخفاض تصدير حجم النفط الإيراني الخام والمكثفات خلال الأشهر الأخيرة، فالمحمل في إيران في آب الحالي يقدر بنحو 64 مليون برميل، أو ما يعادل 2.06 مليون برميل يوميًا مقارنة مع 92.8 مليون برميل، أو 3.09 مليون برميل يوميًا في نيسان الماضي.
ومن المتوقع أن تنخفض واردات إيران النفطية إلى الصفر مع حلول تشرين الثاني المقبل، وذلك بحسب خطة العقوبات الأمريكية، من أجل فرض شروط جديدة على طهران تتناسب مع سياسة واشنطن.