حذر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، من كارثة إنسانية تنتظر محافظة إدلب شمالي سوريا.
وقال ماكرون خلال مؤتمر في العاصمة باريس اليوم الاثنين 27 من آب، “هناك تهديد من النظام السوري لمنطقة إدلب وليس لديه إرادة للحديث عن انتقال سياسي (…) النظام يهدد بكارثة إنسانية في المدينة”.
التصريحات الفرنسية تتزامن مع تهديد تتعرض له محافظة إدلب من النظام السوري، وسط حشد إعلامي وعسكري وإغلاق المعابر أمام ملايين المدنيين في المدينة، ومع تلميحات سورية- روسية بشن هجمات كيماوية على المحافظة باتهام الغرب والفصائل المحلية بالتدبير لها.
ماكرون اعتبر أن الوضع في سوريا ما زال خطيرًا ومثيرًا للقلق، وقال، “نحن أمام تحد إنساني كبير في منطقة إدلب وأمام مفترق طرق من أجل إنجاح الحل السياسي الشامل في سوريا”.
وفيما يتعلق بالجهود الدولية حول إدلب، أشار إلى التحركات الدبلوماسية التي تجريها فرنسا مع الأمم المتحدة والدول اللاعبة في الملف السوري، وأضاف، “أنتظر الكثير من روسيا وتركيا نظرًا لدورهما في هذا المجال”، بحسب تعبيره.
وأكد الرئيس الفرنسي على أن القضاء على الإرهاب في سوريا يتم من خلال الانتقال السياسي وإجراء انتخابات تضمن عودة ملايين المهجرين واستقرار البلاد.
كما تحدث ماكرون عن المساعدات التي قدمتها بلاده إلى سوريا والتنسيق المتواصل مع موسكو بشأن الملف السوري ووصف نتائج التنسيق بـ “الإيجابية”.
وفي وقت لم يطالب به ماكرون برحيل رئيس النظام السوري، بشار الأسد، اعتبر أن بقاءه في السلطة هو “خطأ فادح”، بعد أن حمله مسؤولية قتل الشعب وتهجير الملايين وتدمير البلاد، ونشأة التنظيمات الإرهابية والمعادية للإرهاب.
“الأسد يبقى في الرئاسة، لم أجعل من الإطاحة بالأسد أولوية، ولكن هذا السيناريو تشاؤمي، من أدى لنزوح الملايين وذبح الشعب؟”، وفقًا لقوله.
ودعا الأطراف الدولية للضغط على دمشق من أجل تحقيق الانتقال السياسي وعودة الاستقرار إلى سوريا واعتبر أن الوحدة والاستقرار فيها يكون عبر إصلاح دستوري يحتم قرار الشعب السوري ويمكنه من اختيار قادته المستقبليين.
وتتعاون فرنسا مع الموفد الأممي إلى سوريا، ستيفان دي مستورا، من أجل تقريب وتوحيد المسارات بين أستانة والمجموعة المصغرة للوصول إلى سلام شامل، بحسب تعبير ماكرون.
واتهمت روسيا قبل أيام كلًا من فرنسا وأمريكا وبريطانيا بالتحضير لضرب سوريا عبر اتهام النظام السوري بشن هجمات كيماوية في محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وشنت فرنسا بالتعاون مع أمريكا وبريطانيا عملية عسكرية جوية ضد النظام السوري في نيسان الماضي، ردًا على استهداف مدينة دوما بالغازات السامة قتل خلاله أكثر من 60 شخصًا.
وتحذر روسيا وحليفها الأسد من تكرار هجمات مماثلة على مناطق سيطرة المعارضة.
–