بدأت روسيا بالترويج لهجوم كيماوي على ريف محافظة إدلب، بالتزامن مع وصول تعزيزات من قوات الأسد لبدء عملية عسكرية في الأيام المقبلة.
وفي بيان لوزارة الدفاع الروسية اليوم، السبت 25 من آب، قالت إن واشنطن وحلفاءها يعدون لضربة جديدة على سوريا بذريعة استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن المتحدث باسم الوزارة، الجنرال إيغور كوناشينكوف، أن “هيئة تحرير الشام” تستعد لعمل استفزازي من أجل اتهام النظام باستخدام الكيماوي ضد المدنيين في إدلب.
وأضاف الجنرال أن مقاتلي “الهيئة” نقلوا ثماني حاويات مليئة بالكلور إلى مدينة جسر الشغور في محافظة إدلب لتنظيم “مسرحية الهجوم الكيماوي”.
وتعتبر التصريحات الروسية ترويجًا لقصف مدينة جسر الشغور بالأسلحة الكيماوية قبل بدء العملية العسكرية التي يروج لها، منذ مطلع آب الحالي.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد حذرت روسيا، الأربعاء الماضي، من استخدام الأسلحة الكيماوية في إدلب.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، إن الاتصالات الأمريكية مع روسيا لم تشمل أي تفاهم بشأن هجوم قوات الأسد على مقاتلي المعارضة في إدلب.
وأضاف في مقابلة مع وكالة “رويترز”، أن أمريكا وجهت تحذيرًا من أي استخدام للأسلحة الكيماوية أو البيولوجية في المحافظة.
وبحسب وزارة الدفاع فإن “تنفيذ هذا الاستفزاز الذي تشارك فيه بنشاط المخابرات البريطانية، سيصبح حجة جديدة لقيام الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بضربة جوية وصاروخية ضد دوائر الدولة والمنشآت الاقتصادية السورية”.
وأشارت إلى وصول مقاتلين إلى جسر الشغور، مروا بفترة تدريب على استخدام المواد السامة تحت إشراف خبراء من شركة “أوليفا” العسكرية البريطانية الخاصة.
ويقدر عدد سكان إدلب، الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، بنحو 2.65 مليون نسمة، بينهم 1.16 مليون مهجر داخليًا، وفق أرقام منظمة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA).
فيما تشير إحصائيات مجموعة “منسقي استجابة سوريا”، في آب 2018، إلى أن عدد سكان الشمال السوري بلغ 3.8 مليون شخص، 41% منهم نازحون ومهجرون.
وكانت مدينة خان شيخون تعرضت لقصف بغازات سامة من قبل طيران النظام السوري، نيسان 2017، ما تسبب بوفاة أكثر من 85 مدنيًا بينهم 27 طفلًا وإصابة أكثر من 500 شخص، بحسب مديرية الصحة في إدلب.
وتشير إحصائيات “الصحة العالمية” إلى أن أكثر من نصف مرافق الرعاية الصحية في سوريا خرجت عن العمل، بسبب تعرضها للدمار كليًا أو جزئيًا.
وازدادت المخاوف مؤخرًا من شن النظام السوري حملة عسكرية على آخر معاقل المعارضة شمال غربي سوريا، بعد سيطرته على الجنوب السوري، وإبرامه اتفاقيات “مصالحة”.