أرسلت روسيا نظام خرائط رقمي حديث إلى سوريا، لوضع خرائط ومخططات للمدن، في إطار عملية إعادة الإعمار التي يتم الحديث عنها حاليًا.
وترجمت عنب بلدي عن قناة “tv zvezda” الروسية (النجم الأحمر) اليوم، الأربعاء 22 من آب، أن سفينة شحن روسية وصلت إلى ميناء طرطوس، مزودة بمعدات نظام رسم الخرائط الرقمية الحديثة.
وأضافت أن مجمع الخرائط يتكون من عدة وحدات ويمكن أن يعمل بشكل مستقل، وهو قادر على مسح التضاريس، وإنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد لرسم الخرائط، وخرائط رقمية وغير ذلك.
وأوضحت القناة الروسية أنه بمساعدة هذه التقنية سيخلق المختصون خرائط جديدة لسوريا تم إنشاؤها منذ أكثر من نصف قرن.
وتعتبر هذه التطورات الأولى من نوعها في إطار الحديث عن إعادة الإعمار في سوريا، بعد قرب الانتهاء من العمليات العسكرية على الأرض.
وكان رئيس النظام السوري، بشار الأسد، قال في حزيران الماضي، إنه لن يسمح للدول الأوروبية بالمشاركة في عملية الإعمار بالرغم من التكلفة العالية للعملية والتي قدرها بـ 400 مليار دولار.
الأسد أوضح، “يمكننا الحصول على القروض من أصدقائنا (روسيا وإيران)، ومن السوريين الذين يعيشون في الخارج، ومن السوريين الذين يعيشون في الداخل، وكذلك من أموال الحكومة”.
وكانت الأمم المتحدة قالت، مطلع آب الحالي، إن تكلفة إعادة إعمار البنية التحتية في سوريا تصل إلى 400 مليار دولار.
وبحسب تقرير لها فإن الرقم يشمل حجم الدمار في سوريا فقط، ولا يشمل الخسائر البشرية، والمقصود بها الأشخاص الذين قتلوا خلال المعارك، والأشخاص الذين نزحوا وهجّروا من منازلهم.
وبحسب القناة الروسية سيبدأ عمل النظام الرقمي الخرائطي عمله في الغوطة الشرقية، على أن يتم إنشاء مجموعة عمل روسية- سورية مشتركة حول إنشاء خطط المدينة الإلكترونية والخرائط الرقمية.
ونقلت عن حسن محمد علي رئيس قسم الطبوغرافيا في قوات الأسد، أن كادرًا سوريًا تدرب في روسيا على استخدام هذه المعدات الحديثة.
وكانت حكومة النظام شكلت لجنة للعمل على كشف وجرد وإحصاء الأضرار وإعادة تأهيل المرافق والبنية التحتية في الغوطة، إضافةً إلى الأبنية المتضررة في المنطقة.
وقال مصدر مطلع على عمل اللجنة لعنب بلدي، تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية، إن اللجنة بدأت عملها، في 19 من حزيران، واصفًا ذلك بالخطوة المتأخرة لأن مشكلة السكن ستبدأ بالظهور إلى العلن خلال مدة قصيرة في حال عادت أعداد كبيرة من الأهالي، مشيرًا إلى أن احتمال العودة بشكل واسع ضئيل حاليًا.
وقال قسطنطين كالميكوف، رئيس قسم الاتصالات العسكرية لدى القوات الروسية في سوريا، إن هذا المجمع سيساعد السوريين في وضع خرائط جديدة لسوريا، ضرورية لإعادة إعمار وتخطيط المدن والبلدات المتضررة جراء الحرب.
وكان وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، دعا بلدان “رابطة الدول المستقلة”، مطلع حزيران الماضي، للمشاركة في إعادة إعمار سوريا، وتضم الرابطة 12 جمهورية سوفييتية سابقة.
وتعتبر روسيا أنها المسؤول الأول عن الملف بعد توقيعها عدة اتفاقيات اقتصادية مع النظام السوري طويلة الأمد.
–