فتحت كلمة القائد العام لـ”هيئة تحرير الشام”، “أبو محمد الجولاني”، باب التحليلات عن التبعات المرتبطة بها بخصوص المستقبل الذي ينتظر محافظة إدلب.
وتحدث “الجولاني” عن الاستعدادات التي يقوم بها لصد أي هجوم محتمل على إدلب، مبديًا التعاون مع الفصائل العسكرية الأخرى والفعاليات المدنية.
وكانت النقطة الأساسية التي ركز عليها القيادي هي مصير “تحرير الشام”، معتبرًا أنها “الشوكة التي تحاول الدول إزالتها”، وقال إن موضوع تسليم السلاح لا يقبل أي نوع من التفاوض.
خطاب يبتعد عن الوضوح
الباحث الإسلامي، عباس شريفة، علق على الكلمة اليوم، الأربعاء 22 من آب، وقال إن “الجولاني لا يزال يستثمر بالبضاعة المزجاة، والتي لا يحسن غيرها وهو الخطاب الديماغوجي الغبي، والذي يتضخم فيه زبد كثير من العواطف والمغالطات والعموميات، ويقل فيه ما ينفع الناس من العقلانية والشفافية والصدق والوضوح”.
وأضاف شريفة عبر “تلغرام” أن الجولاني تحدث عن إنجاز إخلاء كفريا والفوعة على أنه “نصر عظيم”، ليقنع المستمعين أن “الخيانة التي أدير بها الملف تحولت إلى انتصار حقيقي”.
وخلال الكلمة التي نشرت، أمس الثلاثاء، أشار “الجولاني” إلى أن “الهيئة” بدأت مع الفصائل الأخرى بخطة لصد أي هجوم، وتضمنت إخراج مقاتلي كفريا والفوعة والحملات الأمنية ضد خلايا تنظيم “الدولة” و”عرابي المصالحات”.
وأضاف الجولاني أن نقاط المراقبة التركية لا يمكن الاعتماد عليها، معتبرًا أن المواقف السياسية تتغير بين الفترة والأخرى.
واعتبر شريفة أن “الجولاني” يريد أن يخفي جريمته في صناعة الغلاة وتثخينهم، بخديعة أن جهازه الأمني يقوم اليوم بتفكيك خلاياهم، و”كأن الحرب ليست بين غلاة وغلاة”.
وقال إنه تحدث باسم الفصائل والمجموع و”الفصائل المجاهدة” لأول مرة، بعدما كان يتهمهم بالعمالة ويحتقرهم ويبرر سبب بغيه عليهم بأنهم “عملاء للخارج”.
وعن الموقف الذي أبداه “الجولاني” من تركيا، اعتبر شريفة أنه يلمح لمفاصلة تركيا، و”قد بدأ حملة تكفير ممنهجة من الموجهين الشرعيين في مقراته لأردوغان والحكومة التركية، متناسيًا أنه هو من أشرف على نشر نقاط المراقبة التركية”.
وجاءت كلمة الجولاني في ظرف “حساس” تعيشه محافظة إدلب، بعد استقدام قوات الأسد لتعزيزات إلى محيطها لبدء عملية عسكرية في الأيام المقبلة.
دعوات للاندماج
القاضي الشرعي السعودي، عبد الله المحيسني، علق أيضًا على الكلمة، وقال إن “الجولاني” تحدث في كلمته عن معان مهمة، أبرزها ما يتعلق بأن الساحة إن ذهبت فستذهب على الجميع، وأن الجميع أحوج لـ “رص الصفوف ورأب الصدع”.
ودعا المحيسني لجمع الفصائل وتوحيد صفوفها في إدلب، مشيرًا إلى أن خطوة غرفة العمليات المركزية التي تشكلت مؤخرًا خطوة موفقة وهي قريبة من فكرة “جيش الفتح” لكن تحتاج لتقوية وتفعيل وبناء الثقة.
وكان “مركز المصالحة الروسي” أعلن، أمس الثلاثاء، أن فصائل إدلب رفضوا الحوار مع النظام السوري، وقال إنهم يحضرون لهجوم على قوات الأسد.
وأضاف المركز أن قيادة “تحرير الشام” أعلنت التحضير لأعمال هجومية ضد قوات الأسد، رافضين أي حوار حول التسوية السياسية.
–