تخوف من صدام بين “البدو” وأهالي السويداء
تدور مخاوف في السويداء من اندلاع صدام بين البدو وأهالي المحافظة، على خلفية حملة اعتقالات قام بها أفراد من التشكيلات المحلية بحقهم بتهمة التعامل مع تنظيم “الدولة”.
وأفاد مراسل عنب بلدي في السويداء اليوم، الأحد 19 من آب، أن عمليات غير منظمة بدأها عناصر من تشكيلات المحافظة في الأيام الماضية ضد البدو القاطنين في الريف الشرقي، بتهمة تعامل البعض منهم مع التنظيم بخطف النساء والأطفال.
وأوضح المراسل أن عمليات الاعتقال والمداهمة طالت أشخاص لا علاقة لهم بالتنظيم، ما دفعهم لتوجيه نداءات استغاثة لفصيل “جيش العشائر” للتدخل.
وتركزت عمليات الاعتقال بأفراد من معظم التشكيلات المحلية العاملة في المحافظة.
وكانت “حركة رجال الكرامة” قد نفذت حملة مداهمات، في 17 آب الحالي، على مناطق تواجد عشائر البدو في الريف الشرقي.
ونقلت شبكة “السويداء 24” عن مصدر في “الحركة” أن عناصرها داهمت مناطق تواجد العشائر قرب قرية بوسان، واعتقلوا أكثر من 15 شخصًا مشتبه بتعاملهم مع التنظيم.
وأوضحت الشبكة أن الحادثة المذكورة سبقها حملة اعتقلت فيها “الحركة”أشخاص من البدو متورطين بالهجمات الأخيرة على السويداء.
وما زال المختطفون من نساء وأطفال السويداء محتجزين لدى تنظيم “الدولة”، وفق الرواية الرسمية للنظام السوري وروسيا، في حين لم يعترف التنظيم بذلك رسميًا حتى اليوم.
“جيش العشائر” يحذر من فتنة
بعد نداءات الاستغاثة التي وجهتها عشائر البدو لفصيل “جيش العشائر”، بعث قائد الأخير راكان الخضير رسالة في تسجيل صوتي حذر فيها من خلق فتنة بين البدو وأهالي الجبل بسبب تلك العمليات.
وبحسب التسجيل، الذي حصلت عليه عنب بلدي، قال الخضير إن “ما يحدث في الجبل من فتنة بين البدو الدروز لا يخدم مصلحة الطرفين”.
وأضاف أن الوضع في السويداء اليوم يتأزم، مشيرًا إلى أن “الفتنة تكبر والصبر ينفذ”.
ودعا الخضير في الرسالة الصوتية التي وصلت لعدة شخصيات فاعلة في السويداء إلى وقف عمليات الاعتقال العشوائية التي تطال نساء البدو، وعمليات التهجير والتغيير الديمغرافي.
ووجه نداءً إلى “شرفاء الجبل” لضبط النفس والابتعاد عن الفتنة، مبديًا استعداده لمقاتلة تنظيم “الدولة”، لكن بخلاف الطريقة التي تقوم بها التشكيلات المحلية.
و”جيش العشائر” هو تشكيل عسكري تأسس في تشرين الأول 2015، وتربطه علاقات مباشرة بالديوان الملكي الأردني ويحظى بدعم كبير.
ويتنقل البدو الذين يقدر عددهم بالآلاف حول مدينة السويداء كما يتمركز بعضهم في أحياء قريبة من المدينة، بينها منطقة المقوس.
وكان النظام السوري قد استخدم وكلاء منهم في السنوات الماضية للعمل لصالحه، في الفترة التي تولى فيها وفيق ناصر رئاسة “الأمن العسكري”.
تطورات تقود إلى عام 2000
وتقود الأحداث الحالية التي تدور في السويداء إلى عام 2000، والذي اندلع فيه مواجهات طويلة بين عشائر البدو وأهالي المحافظة، قتل فيها العشرات من الطرفين ومئات الجرحى.
واندلعت المواجهات حينها على خلفية تعديات نفذها البدو على المناطق الزراعية التابعة لأهالي السويداء.
وفي ذلك الوقت خرجت عدة مظاهرات في السويداء على خلفية تردي الوضع الأمني في المحافظة، اعتقل فيها النظام عدد من الشباب المشاركين فيها وقتل آخرون.
وكانت الاحتجاجات التي بدأت حينها الأولى من نوعها في المحافظة ضد الدولة، وتوقفت فيما بعد بشكل إجباري بعد تهديدات وجهها النظام.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :