في اليوم العالمي للعمل الإنساني.. “لست هدفًا”

خوذ عناصر الدفاع المدني الذين تم تصفيتهم في ريف حلب الجنوبي - 26 من أيار 2018 (الدفاع المدني)

camera iconخوذ عناصر الدفاع المدني الذين تم تصفيتهم في ريف حلب الجنوبي - 26 من أيار 2018 (الدفاع المدني)

tag icon ع ع ع

يصادف اليوم، 19 من آب، اليوم العالمي للعمل الإنساني، والذي تحييه الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لتسليط الضوء على هذا النوع من الأعمال وتكريم العاملين والمتطوعين في مختلف أنحاء العالم.

وأطلقت الأمم المتحدة حملة بمناسبة “يوم العمل الإنساني” تحت مسمى “لست هدفًا” (#NotATarget)، وقالت إنها تأتي لحث قادة العالم على بذل كل ما في وسعهم لحماية جميع المدنيين في حالات الصراع ومناطقه.

وأضافت أن إذكاء اليوم العالمي للعمل الإنساني يتواصل لوعي الجمهور بملايين المدنيين المتضررين من النزاعات المسلحة في كل يوم، إذ أن كثيرين في المدن والبلدات يعانون في سبيل العثور على الطعام والماء والمأوى، فيما يتسبب القتال في تهجير الملايين من منازلهم.

بينما يجند الأطفال ويستخدمون في القتال وتدمر مدارسهم، فيما النساء يؤذين ويُذللن.

ويسعى العاملون في المجال الإنساني إلى إيصال المساعدات، ويعالج العاملون الطبيون الجرحى والمرضى، وبحسب الأمم المتحدة جميعهم مستهدفون مباشرة، ويُنظر إليهم على على أنهم تهديدات، كما أنهم يمنعون من تقديم الإغاثة والرعاية لمن هم في أمس الحاجة إليهما.

“الدفاع المدني” هدف مركز

وخلال الأحداث التي تشهدها سوريا منذ سبع سنوات، برز العمل الإنساني كأولوية قصوى، في ظل المتغيرات التي طرأت على المجتمع السوري، من تهجير وقتل يومي وأوضاع إنسانية بالغة التعقيد.

وسعت منظمات ومؤسسات محلية ودولية لتأمين الحد الأدنى من متطلبات الحياة، فكانت المنظمات الإغاثية المعنية بتقديم خدماتها للمحتاجين والنازحين والمهجرين من منازلهم وفرق “الهلال الأحمر”، كما كان لمؤسسة “الدفاع المدني” دورًا بالغ الأهمية في إنقاذ وإجلاء الجرحى والقتلى بعد كل تصعيد عسكري.

وتأسست منظمة الدفاع المدني المعروفة بـ “الخوذ البيضاء”، في أواخر العام 2012 ومطلع العام 2013، ومع تصعيد النظام وتزايد استخدامه للقصف الجوي، أسست هذه المجموعات التي نظمت نفسها بهيكلية مراكز تطوعية بسرعة، وظهرت أولى المراكز في مدينة حلب ودوما والباب.

وبعد تشكيل مراكز فردية تجمعت هذه المجموعات على مستوى المحافظة، وبدأت بالتواصل مع بعضها البعض لمساعدة المجتمعات المحلية.

تعامل النظام السوري وروسيا منذ الأشهر الأولى لتشكيل “الدفاع المدني” على أن المنظمة هدف عسكري، بذريعة ارتباطه مع “مخابرات عالمية” تريد “فبركة” ما يجري على الأرض.

وفي كل منطقة أراد النظام السيطرة عليها كانت مراكز “الدفاع المدني” هدفًا أوليًا، إلى جانب أحياء المدنيين، لتكون أخبار خروج المراكز الطبية عن الخدمة في مقدمة أي حملة عسكرية من جانب قوات الأسد.

وفي حديثه لوسائل إعلام روسية، في 26 من تموز، خيّر رئيس النظام السوري، بشار الأسد، عناصر الدفاع المدني بين المصالحة أو التصفية واصفًا إياهم بالغطاء “للإرهابيين من جبهة النصرة”، مشيرًا في تصريحاته إلى أن الكثير من “الخوذ البيضاء” مسلحون ومن غادر البلاد منهم هم على الأرجح “قياديون في التنظيم”.

وشدد الأسد في تصريحاته على أن “مصير الخوذ البيضاء هو نفسه الذي يواجهه كل إرهابي”.

العمل الإنساني في سوريا “جريمة”

شارك “الدفاع المدني” في حملة اليوم العالمي للعمل الإنساني، وقال اليوم إن “كوادر العمل الانساني يسعون لمساعدة المدنيين وتخديمهم، فأعمالهم مفتاحُ الحياة وهي ما يجعل الأرض مكانًا قابلًا للعيش”، مضيفًا أن “كوادر العمل الانساني ليسوا هدفًا وأصحاب الخوذ البيضاء ليسوًا هدفًا”.

وقال الوزير البريطاني المكلف بالشرق الأوسط وإفريقيا الشمالية، أليستير بورت، عبر “تويتر”، إن “الأسد وروسيا يستهدفان بشكل روتيني المستشفيات وعمال الإغاثة”،

وفي حديث سابق لعنب بلدي، قال مدير منظمة الدفاع المدني، رائد الصالح، إن النظام يتبع نفس السياسة بالنسبة للمؤسسات الناجحة التي تعمل على خدمة المدنيين كبديل عن مؤسسات النظام في المناطق الخارجة عن سيطرته.

وأشار إلى أنه فيما يخص “الخوذ البيضاء” فقد قدمت “نموذجًا ناجحًا في تقديم الخدمات، وبناء مؤسسات غايتها بناء الإنسان وخدمته وإحيائه”، معتبرًا ذلك “مزعجًا للنظام السوري”.

ويعزو الصالح السبب المباشر لاستهداف المنظمة إلى عملها “على جميع الملفات الإنسانية والقانونية التي تدين النظام وروسيا بارتكاب انتهاكات وجرائم حرب في سوريا، ومنها استخدام الأسلحة الكيماوية والأسلحة المحرمة دوليًا”.

ومما سبب الحساسية الزائدة من قبل النظام السوري وروسيا، “التعاون الوثيق بين الخوذ البيضاء والمؤسسات المعنية بالشأن السوري التي تقوم بالتحقيق في استخدام الأسلحة الكيماوية”، بحسب صالح، ومنها لجنة تقصي الحقائق واللجنة الدولية المستقلة للتحقيق في ارتكاب الانتهاكات في سوريا.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة