عنب بلدي – خاص
خطوة إلى الداخل السوري اتخذتها هيئة “ميثاق شرف الإعلاميين السوريين”، في محاولة لتعريف الصحفيين والناشطين الصحفيين بأخلاقيات مهنة الصحافة، وفتح باب النقاش حول أزمات المهنية الصحفية، وأبرز المشكلات التي يعاني منها الإعلام السوري عمومًا.
على مدى يومي 15 و16 من آب الحالي، عقدت هيئة ميثاق “شرف” ندوتين في الشمال السوري، الأولى في مدينة إدلب والثانية في بلدة قلعة المضيق في ريف حماة الشمالي، جمعتا نحو 50 صحفيًا سوريًا حول بنود الميثاق، في محاولة للوصول إلى عمل صحفي يرفع الأخلاق كشعار له.
أكرم الأحمد، رئيس مجلس إدارة هيئة ميثاق “شرف”، أشار في حديث لعنب بلدي إلى أن الهيئة تعمل على إقامة نشاطات عدة في الداخل السوري، ومنها منتدى “الصحافة الأخلاقية” الذي عُقد في كل من إدلب وقلعة المضيق.
وأضاف الأحمد أن هذا المنتدى تضمن ثلاثة محاور رئيسية هي “أخلاقيات العمل الصحفي، والواقع الحالي للإعلام السوري”، إضافة إلى “الآفاق المستقبلية لهيئة ميثاق شرف”.
تحسين العمل الصحفي
عقدت هيئة ميثاق “شرف” لقاءات عدة وورشًا تدريبية للصحفيين السوريين خارج سوريا، لكن الندوات التي أقيمت في الشمال السوري كانت الأولى في الداخل، مستهدفة شريحة من الصحفيين والناشطين المؤثرين في صناعة وجهة النظر العالمية تجاه الأحداث في سوريا.
ويشير الصحفي السوري، عمر الحاج الأحمد، الذي حضر الندوة التي أقيمت في مدينة إدلب، إلى أن العمل الصحفي كغيره من الأعمال، يحتاج إلى ضوابط مهنية ومواثيق تحكم عمله.
وأشار الحاج أحمد في لقاء مع عنب بلدي إلى أن الندوة التي حضرها برفقة 29 صحفيًا، عرّفت الحاضرين بأخلاقيات مهنة الصحافة، وأضاف، “كصحفيين ومواطنين صحفيين سوريين لدينا العديد من الأخطاء”، لافتًا إلى ضرورة وجود الميثاق لتلافي هذه الأخطاء.
وعبّر الحاج أحمد عن أمله في تقدم العمل الصحفي السوري بناء على الأخلاقيات المتضمنة في ميثاق الشرف، مؤكدًا على العمل الجاد لدى الصحفيين السوريين لضبط أخلاقيات الصحافة.
شهدت اللقاءات في ندوتي إدلب وقلعة المضيق نقاشات بين الصحفيين ورئيس مجلس إدارة ميثاق “شرف”، الذي أدار الجلسات، وتناولت أبرز المشاكل والمصاعب التي تواجه الإعلام السوري، ودور العمل الصحفي الأخلاقي في مواجهتها.
وأشار مراسل وكالة “سمارت” في حماة، محمد غويش، إلى أن المناقشات بدت مفيدة للغاية في تصويب بعض الأخطاء التي كانت تواجه الصحفيين السوريين في الداخل.
وأضاف غويش، لعنب بلدي، “تعلمنا أشياء كانت غائبة عنا، كنا نعمل كمتطوعين ولم تكن لدينا الدراية الكافية بالأسس المهنية الصحفية. اليوم أصبحنا نعرف الصحيح والخاطئ في هذه المهنة”.
ما هو ميثاق “شرف”
بعد ثمانية لقاءات ونقاشات استمرت قرابة عامين حول مبادئ المواثيق العالمية ومقاربتها مع الحالة السورية، أطلقت 20 وسيلة إعلام سورية من مدينة اسطنبول التركية بتاريخ 10 من أيلول 2015 “ميثاق شرف للإعلاميين السوريين”، الذي ينظم عمل المؤسسات الصحفية وفق مبادئ أخلاقية، ويهدف لإيجاد دور فاعل للإعلام ليكون مساهمًا جديًا في بناء المجتمع السوري الجديد، وفق ما جاء في الميثاق.
يتضمن الميثاق ثماني مواد رئيسية تتضمن تعريف الإعلام والإعلامي، وتوضح مصادر الميثاق ومبادئه والموجبات الأخلاقية للإعلامي، إضافة إلى البنود الضابطة لأخلاقيات المهنة.
ويعد الميثاق مرجعًا أخلاقيًا لوسائل الإعلام الموقعة عليه، والتي يجتمع مدراؤها ورؤساء تحريرها دوريًا لمناقشة التحديات التي تواجه الإعلام السوري، وانعكاسات التطورات في الساحة السورية على العمل الصحفي.
ومنذ إطلاقه، استقطب الميثاق وسائل إعلام سورية جديدة، تعهدت بالالتزام ببنوده، ليصل عدد وسائل الإعلام الموقعة عليه اليوم إلى 46 وسيلة إعلام سورية.