رغم الخلاف على تاريخ محدد لنهاية الحرب العالمية الثانية، إلا أن تاريخًا أعلن فيه زعيما أضخم جيشين شاركا في الحرب هو الذي اتفق عليه.
خلفت الحرب عددًا من القتلى تراوح بين 40 إلى 50 مليون، إلى أن أعلن في مثل هذا اليوم 16 من آب عام 1945، كل من رئيس الولايات المتحدة، هنري ترومان، ورئيس الاتحاد السوفييتي، جوزيف ستالين، نهاية الحرب العالمية باستسلام اليابان، بعد أن سبقتها ألمانيا لتوقيع معاهدة “بوتسدام”.
بعد أن امتنعت اليابان عن الاستسلام ألقت أمريكا قنبلتين ذريتين عليها إحداها في 6 من آب عام 1945 على هيروشيما، والثانية بعدها بأيام قليلة على مدينة ناغازاكي، نجم عنها آلاف الضحايا المدنيين، بالإضافة إلى دمار تام للمدينتين، وأعلنت اليابان استسلامها عقب هاتين القنبلين.
بدأت الحرب العالمية باحتلال ألمانيا التي كان يحكمها هتلر، للنمسا، عام 1939، ودول أوروبية أخرى، كما هددت إيطاليا باحتلال ألبانيا، ما أثار حفيظة الدولتين الاستعماريتين العريقتين (بريطانيا وفرنسا)، فأعلنتا دخول الحرب تحت مسمى “دول المحور”.
ثم انضمت الولايات المتحدة إلى “المحور” بعد أن هاجمت اليابان أسطولها في المحيط الهادي، وسرعان ما دخلت بقية الدول إلى جانب دول المحور منها الاتحاد السوفييتي.
كانت بداية نهاية الحرب في ستالينغراد الروسية، إذ حاصر “الجيش الأحمر” الروسي القوات الألمانية قرب نهر الفولغا، فقطع عنهم المؤن ما أدى إلى خسارتهم المعركة التي قتل فيها ما لا يقل عن مليون جندي، واعتبرت من أكثر المعارك دموية في التاريخ.
وفي العام 1942 نفسه، منيت القوات الإيطالية والألمانية بقيادة رومل “ثعلب الصحراء” بهزيمة على يد القوات البريطانية التي قادها الجنرال مونتغمري، في مدينة “العلمين” المصرية، وسميت المعركة على اسم المدينة.
كانت هزيمة ألمانيا الكبرى منتصف عام 1944، في الإنزال العسكري الذي وقع على شاطئ “النورماندي” في فرنسا، والذي يحتفل بذكراه السنوية الجيش الفرنسي في 6 من حزيران، إذ قام الحلفاء بإنزال أكثر من 200 ألف جندي معظمهم أمريكيون، والبقية من فرنسا وبريطانيا، وكندا.
أعقب إنزال النورماندي دخول الحلفاء إلى برلين واستسلام ألمانيا بعد أن انتحر الزعيم هتلر، ووقعت ألمانيا معاهدة الاستسلام غير المشروط في 9 من أيار 1945.
وبعد أن أعلنت اليابان استسلامها في 15 من آب 1945، وقعت معاهدة الاستسلام في 2 من أيلول من العام ذاته، إلا أن جنديًا يابانيًا واحدًا لم يستسلم حتى عام 1974، وهذا ما جعل اليابانيين لا يعترفون بتلك المعاهدة، وهذا الجندي هو هيرو أونودا.
في 26 من كانون الأول عام 1944، تلقى أونودا الأوامر من الضابط المسؤول عنه، بأن يذهب إلى جزيرة لوبانج في الفلبين، وأعطاه تعليمات مفادها أن الموت ممنوع، وأن الأمر قد يستغرق ثلاث أو خمس سنوات، ومهما سيحدث فإنهم سيعودون إليه، لكن عليه أن يواصل القتال حتى لو بقي معه جندي واحد فقط، كما عليه أن يواصل القيادة.
وحين تجمع الجنود اليابانيون في الجزيرة، سيطرت قوات التحالف عليها، فرفض هؤلاء الجنود الأوامر التي كانت قد أعطيت لأونودا بتدمير الميناء والمطار، فسيطرت القوات بالكامل على الجزيرة في 28 من شباط عام 1945.
وانقسم الجنود اليابانيون إلى مجموعات صغيرة مكونة من ثلاثة إلى أربعة أفراد، وتخفوا عن الأنظار في الأدغال.
في تشرين الأول عام 1945، أسقطت طائرات منشورات على الجزيرة تخبر أن الحرب انتهت في 15 من آب لكن الجنود لم يصدقوا، وقالوا إن ذلك لا بد وأنه إشاعة من قوات الحلفاء. ولم يكونوا على علم بأن اليابان قد تعرضت لأسوأ كارثة بعد إلقاء القنبلتين على هيروشيما وناغازاكي.
وبقي الجنود مرابطين في الجزيرة حتى عام 1972، إذ قتل آخر جندي كان برفقة أوندوا، الذي بقي وحيدًا ومتخفيًا إلى أن عثر عليه أحد الطلاب، وحاول جاهدًا أن يقنعه أن الحرب انتهت منذ سنوات وأن اليابان هزمت لكن من دون جدوى.
–