أعلن المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، زيد بن رعد الحسين، أنه لم يسع إلى ولاية ثانية في منصبه، وأنه سيغادر “بضمير مرتاح”.
وقال ابن رعد في مقابلة أجراها مع الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة، أمس الأربعاء 15 من آب، “من خلال التواصل مع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، ثبت لي صعوبة الحصول على دعم هذه الدول بسبب التقارير التي وردت على لساني أو أصدرتها المفوضية، فيما يتعلق بهذه الدول أو ممارساتها، مثلًا في اليمن أو في سوريا”.
وأضاف أنه كان سيستمر في وظيفته لدورة ثانية، لو أنه لمس من الدول الخمس دائمة العضوية أي دعم، موضحًا أنه تعرض للكثير من الضغوط من كل الدول، لكنه شعر دائمًا أن ضغوط ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان أقوى وأشد.
واعتبر الانتهاكات التي وقعت في سوريا، بالإضافة إلى الانتهاكات التي ما زالت ترتكب بحق الروهينجا في ولاية راخين، كانت من أشد الانتهاكات التي شهدها مجلس حقوق الإنسان خلال الفترة الماضية.
وتنتهي ولاية زيد بن رعد في 31 من آب الحالي، وتخلفه رئيسة تشيلي السابقة، ميشيل باشيليت، بعد أن وافق ممثلو الدول الأعضاء بالتزكية على تعيينها، على رأس المفوضية السامية لحقوق الإنسان، في 10 من آب الحالي.
والمفوضية السامية لحقوق الإنسان هي أحد مجالس الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتعنى بمراقبة تطبيق الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان في العالم، تأسست عام 2006 لتحل محل لجنة حقوق الإنسان، وتتبع مباشرة للجمعية العامة.
من هو زيد بن رعد الحسين
هو أحد أمراء الأسرة الحاكمة في المملكة الأردنية الهاشمية، وأحد أبناء عموم العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والعربي الوحيد الذي الذي شغل منصب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
ولد في الأردن عام 1964، وتلقى تعليمه في الأردن وبريطانيا والولايات المتحدة، ونال شهادة البكالوريوس من جامعة جونز هوبكنز، وماجستير بالفلسفة، وشهادة الدكتوراه من جامعة كامبريدج عام 1993.
وشغل منصب مسؤول الشؤون السياسية في قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بيوغسلافيا السابقة، خلال الصراع في البلقان، كما شغل منصب مندوب الأردن لدى الأمم المتحدة، خلال الفترة من 2000 إلى 2007.
كما اختير بالانتخاب، في أيلول 2002، أول رئيس لجمعية الدول الأطراف المشرفة على المحكمة الجنائية الدولية.
وعين في الفترة ما بين 2007 و2010، سفيرًا للأردن لدى الولايات المتحدة الأمريكية، وفي الوقت نفسه سفيرًا غير مقيم لدى المكسيك.
وفي العام 2004، اختير رئيسًا لفريق خبراء الأمم المتحدة للصندوق الإنمائي الذي أنشأه الأمين العام لمساعدة الدول على تسوية النزاعات عن طريق محكمة العدل الدولية، في مسألة النزاع الحدودي بين بنين والنيجر.
ومثل بلاده في مجلس الأمن الدولي بعد انتخاب المملكة الأردنية، في كانون الأول عام 2013، عضوًا في مجلس الأمن لعامين، وذلك بعد أن رفضت السعودية هذه العضوية.
وتولى ملفّ المعوقين ورعايتهم حتى نيسان 2014، عندما قدم استقالته للملك عبد الله الثاني، ورغبة منه بطلب الاستراحة.
وفي 6 من حزيران 2014، عينه أمين عام الأمم المتحدة، بان كي مون، في منصب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، لمدة أربع سنوات، خلفًا لنافي بيلاي.
–