أبناء مسؤولين عكسوا وجه النظام السوري

  • 2018/08/14
  • 2:59 م

حيدرة سليمان، باسل شوكت، وحافظ الأسد (تعديل عنب بلدي)

ضمن سلسلة مقاطع فيديو نشرها “حيدرة” ابن اللواء وسفير سوريا السابق، بهجت سليمان، يتضامن فيها مع زوجة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، التي أعلنت إصابتها بمرض السرطان مؤخرًا، استعمل ألفاظًا “نابية” وتهديدًا لمعارضي النظام، بالتنكيل بهم، والإجهاز على المعتقلين لدى النظام، متحديًا كل القوانين، فيما اعتبره ناشطون وصحفيون، انعكاسًا لـ “جوهر النظام السوري”.

وحيدرة هو ابن بهجت سليمان، سفير النظام السابق في الأردن، والذي طرد عام 2014، بسبب ما وصفته الأردن بـ “الإساءة إلى رموزه”.

واللواء سليمان هو الضابط الأمني الوحيد على قيد الحياة، الذي ورد اسمه في التقرير الأول لمحقق اللجنة الدولية باغتيال الحريري، ديتليف ميليس. يحمل هذا الاسم أسرار النظام السوري، داخليًا وخارجيًا، بالإضافة إلى اطلاعه العام على أحوال آل الأسد وحكمهم في سوريا، وجريمة اغتيال الحريري تحديدًا.

وأطلق سليمان سيلاً من التهديدات بحق العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، في حال رضي أن يكون “رأس حربة إسرائيل”، على حد وصفه.

وقال في تغريدة: “ملك عبد الله الأردن في خطر إذا ارتضى مجددًا أن يكون رأس حربة إسرائيل”.

ورغم ما أثارته تلك المقاطع من سخرية الكثيرين، إلا أن حيدرة ليس إلا دليلاً على التضليل الذي يمارسه النظام بالتسويق لنفسه على أنه نظام حداثي راق، على حد تعبير الصحفي السوري نضال معلوف.

لكن من يتابع أبناء مسؤولي النظام ورجاله المقربين يلاحظ أن حيدرة ليس أول من مارس هذا الأسلوب بهدف تلميع النظام، فيتحول إلى تهديد وتصريح باتباع النظام لسياسة إبادة لمن يعارضه.

 

باسل آصف شوكت

بعد أن غابت أخبار عائلة آصف شوكت، الذي اغتيل في تفجير استهدف مبنى الأركان بدمشق في 2012، عاد ابنه الشاب باسل، وهو ابن الأخت الكبرى لرئيس النظام، بشار الأسد، للظهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي في حفلات راقصة، وأمكنة فارهة.

لكن مقطعًا له أثار الاستهجان، يظهر فيه باسل مع مجموعة من أصدقائه وهم يحملون أسلحة ويقودون سيارات فارهة، ويمثلون مشهدًا من مشاهد العصابات، أو الميليشيات بقيادته.

باسل هو ابن آصف شوكت، نائب وزير الدفاع وأحد أبرز أعضاء “خلية الأزمة”، وهو من مؤيدي قرار استخدام العنف الشديد في قمع المظاهرات السورية ضد النظام، ومن تهديداته الشهيرة خلال الثورة قيامه بتحذير حماة باجتياح مدينتهم إذا لم يوقفوا تظاهراتهم ضد النظام.

تزوج آصف شوكت من الابنة الكبرى لرئيس النظام السابق، حافظ الأسد، بشرى الأسد، رغم معارضة أهلها لهذا الزواج، كونه متزوجًا ولديه أولاد، لكنه أثبت إخلاصه لآل الأسد، فقربه والد زوجته وجعله من ضمن حرسه الخاص، خصوصًا بعد مقتل ابن رئيس النظام، باسل عام 1994، وأسمى ولده الأكبر باسل على اسم خاله، رغم أنه كان أول المعارضين لزواجه من أخته.

بدأ باسل آصف شوكت بالتقرب من أبناء خاله، وظهر مؤخرًا في صور جمعته بهم في مناسبات عديدة، وخصوصًا حافظ وزين.

 

محمد بن رامي مخلوف

انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي صور تُظهر ابن رامي مخلوف، رجل الأعمال السوري وابن خال رئيس النظام السوري بشار الأسد، وجلبت عشرات التعليقات.

الصور أظهرت محمد مخلوف، الابن الأكبر لرجل الأعمال، إلى جانب بعض السيارات الفارهة في مدينة دبي، بينما ظهر في أخرى راكبًا على دراجة هوائية، وخلفه سيارات مرافقة، قال ناشطون إنها في منطقة يعفور بدمشق.

ولأن الصورة هي الأولى لابن رجل الأعمال، جذبت سيلًا من التعليقات المستهجنة لنمط حياته، بعيدًا عن المتضررين من الحرب السورية، وفق تعبيرهم.

ومحمد هو الابن البكر لرجل الأعمال رامي مخلوف، الذي يعتبر الواجهة الاقتصادية والمالية لرئيس النظام، إذ يملك شركة الاتصالات الأولى في سوريا “سيريتل”، وشركة “الشام القابضة”.

كما سبق أن أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية تقريرًا يفيد أن مخلوف استغل سلطة مخابرات النظام لترويع خصومه، مثل رفع الحصانة عن رجل الأعمال رياض سيف.

بدأ نفوذ رامي من خلال والده محمد مخلوف، أخو زوجة حافظ، الذي تسلم إدارة مؤسسة التبغ في اللاذقية “الريجة”، ثم إدارة المصرف العقاري، الأمر الذي استفاد منه رامي بإنشاء شركة “غوتة” التي احتكرت تجارة التبغ المستورد.

كما أسهم مخلوف في تمويل ميليشيات مقاتلة إلى جانب النظام لقمع الثورة السورية، وقال عبارته المثيرة للجدل “أمن إسرائيل من أمن سوريا”.

محمد بن رامي مخلوف مع مرافقته في يعفور

 

سليمان هلال الأسد

تصدر اسم سليمان الأسد، ابن عم رئيس النظام، صفحات إخبارية محلية عام 2016، بعد أنباء عن الحكم عليه بالسجن لمدة 20 عامًا، إثر جدلٍ حول ضرورة معاقبته أو تبرئته على خلفية مقتل العقيد حسان الشيخ.

وكان العقيد حسان الشيخ تلقى عدة رصاصات أدت إلى مقتله على الفور، في آب الماضي، عند دوار الأزهري في مدينة اللاذقية، وسط اتهامات مباشرة لسليمان الأسد، من قبل موالي النظام.

وألقت القضية بظلالها على الشارع السوري، وواكبها الإعلام الموالي للنظام بشكل لافت، في خطوة رأى ناشطون أنها “بداية تخبط” بين أبناء الطائفة، عازين ذلك إلى تصاعد الغضب في الشارع “العلوي” بشأن ضرورة محاسبة سليمان الأسد.

لكن النظام أعلن براءته، وذكرت إحدى الصفحات الموالية، وتحمل اسم “مبادرة إعدام المجرم سليمان هلال الأسد”، أن “أربع سيارات مصفحة من الفرقة الرابعة، التي يقودها ماهر الأسد، أوصلت سليمان إلى الضاحية الجنوبية في بيروت بعد الإفراج عنه”، في الوقت الذي لم تعلن أي جهة رسمية عن الأمر.

وأكد المسؤولون عن الصفحة أنه عملية تزوير جواز سفر لسليمان تجري تحضيرًا لترحيله إلى فرنسا، حيث يقيم عمه رفعت الأسد، أو نقله إلى دولة الإمارات بناء على طلب من بشرى الأسد.

كما تناقلت مواقع معارضة فيما بعد، خبر قتل سليمان لمدير إذاعة شام إف إم (الموالية) “وضاح يوسف”، بسبب عرض الإذاعة تسجيلًا صوتيًا لأخ العقيد المقتول، يؤكد تورط سليمان الأسد بمقتله.

وسليمان هو ابن هلال الأسد، ابن عمّ بشار الأسد، ومؤسس “الدفاع الوطني” في اللاذقية، تولى هلال إدارة مؤسسة الإسكان العسكرية في مدينة اللاذقية، وهي أكبر مؤسسات الدولة ميزانية، ومع بداية الثورة عام 2011، تمت تسميته عقيدًا في قوات الأسد، وتولى قيادة الشرطة العسكرية في الفرقة الرابعة، ومن ثم تم تكليفه بتشكيل جيش الدفاع الوطني، ليمارس القتل والخطف، والاعتقال على هواه، دون أي ضوابط، حيث اتخذ من المدينة الرياضية معتقلًا، يمارس فيه شتى أنواع التعذيب، بحق المعارضين والمتظاهرين.

قتل هلال الأسد في آذار 2014 في معارك بريف اللاذقية.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا