راجت حوادث الخطف لقاء مبالغ مالية في إدلب في الأشهر الثلاثة الماضية، ضمن حالة الفلتان الأمني الذي تعيشها المحافظة، والتي فرضها “الاقتتال” الأخير بين الفصائل العسكرية.
ولم تحدد هوية وتبعية المجموعات التي تقف وراء الخطف بشكل دقيق، الأمر الذي ساعد في رواجها بشكل كبير، وأصبحت هاجسًا يعكر الحياة اليومية للمحافظة ككل.
ويتجاوز عدد السكان في إدلب 2.65 مليون نسمة، بينهم 1.16 مليون مهجر داخليًا، بحسب إحصائية لمنظمة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وتركزت حوادث الخطف على شخصيات معروفة وذات أثر في الشمال السوري، ولم تقتصر على شخصيات محددة بعينها، بل شملت العسكريين والعاملين في القطاع الطبي.
وتعرض عنب بلدي أبرز الشخصيات التي اختطفت وخرجت بمبالغ مالية:
النقيب سعيد نقرش
اختطف في 24 من أيار الماضي في مدينة الدانا بريف إدلب، بعد وصوله للقاء أقاربه القادمين من مدينة الضمير في القلمون الشرقي.
وفي الساعات الأولى للحادثة، اتهمت “هيئة تحرير الشام” بالوقوف وراء عملية الاختطاف، والتي نفت بدورها ضلوعها في الأمر، لكن فيما بعد تأكد وقوف القيادي في “الهيئة”، أبو نضال عليان، وراء ذلك.
ونشرت تسجيلات مصورة لنقرش في أثناء اختطافه تحدث فيها وهو مكبل اليدين عن الاتفاق في محادثات أستانة على محاربة “جبهة النصرة”، التي حلت نفسها وانضوت في “تحرير الشام”، وما زال قياديوها يمسكون بزمام الفصيل.
وظهر نقرش في التسجيلات مكبلًا منهكًا يقول إن الأتراك والأمريكيين و”المخابرات العالمية” طلبت من قيادة لواء “شهداء الإسلام”، المشاركة في محادثات أستانة.
أفرج عن نقرش في 13 من حزيران الماضي لقاء مبلغ مالي بلغ 75 ألف دولار، أي ما يعادل 32 مليون ليرة سورية.
الطبيب محمود مطلق
اختطف في 9 حزيران الماضي، على طريق إدلب- أريحا، ولم تحدد هوية الجهة الخاطفة حتى اليوم.
ويعتبر مطلق من أبرز الأطباء في مدينة إدلب، وتعود خبرته الطبية لأكثر من عشرين عامًا في الجراحة النسائية.
ونشرت مديرية “صحة إدلب” بيانًا بعد حادثة الخطف حملت فيه الجهة الخاطفة كامل المسؤولية عن سلامة الطبيب، وطالبتهم بضرورة إطلاق سراحه فورًا.
وأكدت أن هذه الاعتداءات على العاملين في القطاع الصحي تؤثر سلبًا على الخدمات الصحية المقدمة للمدنيين في المناطق المحررة.
أفرج عن الطبيب في 15 حزيران لقاء مبلغ مالي بلغ 120 ألف دولار، أي ما يعادل 50 مليون ليرة سورية.
وتداول ناشطون من مدينة إدلب مؤخرًا معلومات عن بيع الطبيب لمزرعته في إدلب والتوجه إلى دمشق، بعد تعرضه للخطف والتعذيب.
الطبيب خليل آغا
اختطف آغا وهو مدير الصحة في ريف اللاذقية في 7 آب الحالي، على يد مجموعة “مجهولة” لم تحدد حتى اليوم أيضًا.
وعقب حادثة الخطف نشرت المديرية بيانًا قالت فيه إن مجموعة مسلحة اقتحمت مشفى الساحل التخصصي، واختطفت آغا من مكان عمله.
وأوضحت أن المسلحين اعتدوا بالضرب على الحرس الخاص بالمشفى، وقيدوهم تحت تهديد السلاح، وتوجهوا بعد ذلك إلى غرفة الدكتور آغا، ثم لاذوا بالفرار بعد اختطافه مع سيارة تابعة للمشفى، بحسب البيان.
واتهم البيان مجموعة “إرهابية” بالوقوف وراء عملية الاختطاف.
أفرج عن آغا في 12 تموز الحالي، بعد دفع مبلغ مالي قدر بـ 120 ألف دولار أي ما يعادل 50 مليون ليرة سورية.
وفي مؤتمر صحفي له عقب الإفراج قال إن الخاطفين وجهوا له أسئلة عن المنظمات التي يعمل معها وأسباب خروجه إلى تركيا، واتهموه بالتعامل مع منظمات أجنبية لتحديد مواقع “المجاهدين”.
وعرض آغا تفاصيل خطفه وأوضح أن الجهة التي اختطفه قالت له إنهم يتبعون لـ”تحرير الشام”، وطيلة فترة اختطافه استمر الخاطفون بتشغيل أغاني جهادية لتنظيم “الدولة” و”الهيئة” وخطبًا لـ “أبو محمد الجولاني” و”أبو بكر البغدادي”.
وبحسب الطبيب، تشابه معاملة الخاطفين ما يقوم به النظام السوري، من حيث أسلوب التحقيق والأسئلة التي يوجهونها.