عنب بلدي – درعا
بعد انحسار موسم العنب في درعا، يتفاءل بعض الفلاحين بعودة موسم فاكهة الرمان هذا العام، بعد صعوبات وتراجع في القطاع الزراعي على مدار السنوات الماضية.
ويعد الرمان محصولًا استراتيجيًا وموسميًا، شغل مساحات في السنوات الأخيرة عوضًا عن عرائش العنب، وبات مصدر رزق للفلاحين، لكنه رغم ذلك يواجه صعوبات عديدة.
وأدى إغلاق المعابر الرسمية وغياب الظروف اللازمة للزراعة إلى انخفاض إنتاج محصول الرمان بشكل ملحوظ في المحافظة، وخاصة ما تسبب به إغلاق معبر نصيب الحدودي مع الأردن من خسائر للفلاحين.
فتح “نصيب” يعيد الأمل للمزارعين
يتوقع مزارعو الرمان ارتفاع أسعاره هذا الموسم، بعد سيطرة النظام على معبر نصيب الاستراتيجي وتوقعات بفتح باب التصدير الخارجي، بعد الهدوء الذي بدأ يسود المنطقة الجنوبية.
تلك الظروف تعيد عوامل الزراعة إلى ما كانت عليه سابقًا في المحافظة، من توفير المحروقات والأسمدة ومياه الري وغيرها.
تبدأ أشجار الرمان بطرح ثمارها في عمر العامين، ومع تقدمها بالعمر يزداد إنتاجها، وتمتاز الفاكهة بقابليتها للتخزين لفترات طويلة تصل إلى ستة أشهر وضمن ظروف مناخية متنوعة.
ويعد الرمان مادة أساسية في الكثير من الأطعمة ويمكن تحويله إلى عصير قابل للتخزين لفترات طويلة، ويضفي مذاقًا مميزًا للأطعمة، إضافة إلى أنه فاكهة مميزة بأنواعه الغزيرة بالسكر.
خليل الحسن، صاحب مزرعة رمان في ريف درعا، قال لعنب بلدي إن ارتفاع أسعار المحروقات والأسمدة والعراقيل الأمنية المفروضة على التجار هي أسباب رئيسية أدت لانخفاض إنتاج الفاكهة، تضاف إليها قلة مياه الري بعد انتشار آبار المياه العشوائية.
ويعد التخزين من عوامل نجاح الإنتاج وتسويقه، وهو ما عانى منه تجار المحافظة مع غياب الكهرباء عن البرادات، وفقًا لـ “أبو أنس”، أحد تجار المنطقة، الذي اشتكى من غياب الكهرباء خلال السنوات الماضية بسبب المعارك والقصف، وهو ما أدى لعزوفه عن تخزين الرمان، وأسفر عن خسارات كبيرة في تجارته، إذ كان يعتمد على تصدير الرمان عبر الأردن إلى دول الخليج.
لكن الفلاحين يحاولون حاليًا التحرك لإعادة تفعيل البرادات وتأمين التيار الكهربائي، إضافة إلى محاولات إنقاذ محاصيلهم من مخاطر بيئية وحمايتها من حيوانات برية.
الخنزير البري عدو المحصول
يعيش الخنزير البري في الأودية التي تكثر فيها الينابيع في المنطقة، نظرًا لوجود غابات القصب الكثيفة التي يتخفى بداخلها نهارًا، ولكنه يخرج بشكل قطعان ليلًا ليفتك بالمحاصيل الزراعية، لا سيما الرمان باعتباره الفاكهة المميزة للخنزير.
ذلك الضرر شكل هاجسًا لدى المزارعين، وجعلهم يبحثون عن الحلول التي تجنبهم خطر الخنزير البري وتحمي محاصيلهم من غزواته المتكررة، ليكونوا أمام حلول مكلفة لتسييج أراضيهم.
تلك الحماية ترفع تكاليف الإنتاج، وهذا ما قاله المزارع أحمد هلال، مقدرًا كلفة تسييج خمسة دونمات بـ 300 ألف ليرة سورية.
لكنه يلفت إلى حل آخر بتشغيل حارس لمراقبة المحاصيل حتى نضوجها وبيعها، ويعتبر ذلك حلًا ناجعًا لأن الخنزير حيوان غير عدواني ويهرب إذا تحسس بوجود الإنسان، وتقدر تكلفة الليلة الواحدة للحارس بـ 1500 ليرة سورية.
تفاؤل الفلاحين وتحركهم لإنقاذ محاصيلهم مرهون بتحسن الظروف الأمنية وافتتاح معبر نصيب، والذي لا يزال الجانبان، الأردني والسوري، يغازلان بعضهما عبر تصريحات المسؤولين لإعادة تفعيله، دون خطوات ملموسة على الأرض حتى اليوم.