عنب بلدي – مراد عبد الجليل
بدأ 19 ألف حاج سوري بالوصول إلى بيت الله الحرام من عدة دول، تحت إدارة “لجنة الحج العليا السورية”، التي تدير ملف الحج منذ الأول من أيار 2013.
وتنظم اللجنة، التابعة للائتلاف السوري المعارض، وصول الحجاج عبر مكاتب تابعة لها موزعة في ثماني دول، ومكتبين في الداخل السوري (معبري باب السلامة وباب الهوى).
تقدم لجنة الحج هذا العام خدمات، وصفها عدد من الحجاج الذين التقتهم عنب بلدي بـ “الاستثنائية”، تتجسد في مرافقة الحجاج من لحظة وصولهم إلى مطار جدة (مدينة الحجاج)، حتى أماكن إقامتهم بالفنادق في مكة المكرمة، قبل نقلهم إلى عرفات ومنى، وسط متابعة إدارية ودينية وطبية وخدمية.
عنب بلدي التقت رئيس المكتب الإداري في بعثة الحج، عمر أعرج، الذي شرح آلية عمل اللجنة وكيفية إدارتها، وأوضح أن اللجنة تتابع شؤون الحجاج عبر تقسيم عملها إلى ثلاثة مكاتب، هي المكتب الصحي والديني والإداري، مشيرًا إلى أنه في بداية العام تم وضع خطة مدروسة تقوم على تشكيل فرق لكل مرحلة من مراحل وصول الحجاج، مؤلفة من عدة أشخاص برئاسة أحد المشرفين، إضافة إلى فرق رديفة (فريق لجنة الشكاوى وفريق التائهين وفريق المتابعة).
وخضع كل فريق إلى دورات تدريبية، وشرحت مهامه من قبل رؤساء المكاتب على أرض الواقع، بحسب أعرج، الذي أكد أن الفرق تتألف من قسمين، قسم أساسي (ثابت) من إداريي اللجنة، ويضم 40 شخصًا موزعين في دول مكاتب اللجنة، وقسم مؤقت (مساند) مقيم في مكة المكرمة يعمل ضمن مدة معينة (موسم الحج) فقط، ويضم 57 شخصًا.
اللافت في لجنة الحج، ضمها لكادر شبابي (يبلغ متوسط الأعمار بين 30 و35 عامًا)، قادم من أغلب المحافظات السورية، بحسب أعرج، الذي أكد أن اللجنة اعتمدت على أساس صلب (هم فئة الكهول الذين يمتلكون خبرات سابقة) وطعمته بشباب مثقف حاصل على شهادات جامعية.
صعوبات تواجهها اللجنة
ولا يخلو عمل اللجنة من صعوبات حددها رئيس المكتب الإداري بعدم ثبات جميع الفرق وتبدلهم بشكل سنوي لضعف الوضع المادي، ما يضطر إلى تدريب الفرق مجددًا، إضافة إلى صعوبة الحصول على التصاريح الرسمية من الدول التي تتعامل اللجنة معها، كون الدول لا تتعامل مع اللجنة كممثلة لسوريا وإنما منبثقة عن معارضة أوكل إليها تسهيل أمور الحجاج السوريين.
ومن أبرز الصعوبات التي تواجه اللجنة تشتت الحجاج السوريين في عدة دول، ما يسبب ضغطًا إداريًا مضاعفًا، نتيجة ضرورة متابعة شؤون الحجاج في عدة بلدان والتواصل مع أجهزة الدول التي تضم مكاتبها والتنسيق مع خارجياتها، إضافة إلى غياب الناقل الوطني (الطيران)، الأمر الذي يضطر إلى البحث عن شركات طيران وتوقيع عقود معها وتأمين حجوزات تناسب أوقات الحج.
كما يواجه المكتب الصحي صعوبات في توفير الأدوية والمستلزمات الطبية، التي تأتي جميعها من خلال التبرعات، كون ميزانية المكتب “صفر” في ظل غياب دعم أي دولة بشكل مباشر.
انتقادات للتكلفة وطريقة الاختيار
ووجهت للجنة اتهامات وانتقادات من قبل ناشطين حول طريقة اختيار الحجاج والتكلفة العالية، الأمر الذي اعتبره أعرج “غير واقعي”، موضحًا أن الحجاج تم اختيارهم بنسبة 65% من كبار السن (بحسب أكبر سن مسجلة لدى مكاتب اللجنة) ونسبة 35% تمت عبر القرعة على الأعمار.
وحول ارتفاع تكلفة الحج، البالغة 2560 دولار، عن العام الماضي بحدود 200 دولار، أرجع أعرج ذلك إلى القيمة المضافة المقدمة من الخدمات السعودية بنسبة 5%، إضافة إلى ارتفاع تكلفة حجوزات الطيران، مشيرًا إلى أنه بالمقارنة مع الدول المجاورة لسوريا نجد أن تكلفة الحج السوري الأقل، إذ تبلغ في تركيا حوالي خمسة آلاف دولار، وفي لبنان والأردن ثلاثة آلاف دولار.
وأكد أعرج أنه لا يوجد أي دعم للجنة من قبل أي دولة أو من “الائتلاف” المعارض، وإنما دعمها ذاتي من خلال رسم التسجيل الأولي من الحجاج المقبولين حصرًا والبالغ 45 دولارًا عن كل حاج فقط، يخصص لمصاريف اللجنة ورواتب الموظفين الدائمين وافتتاح المكاتب والمصاريف التشغيلية الأخرى.
خدمة فريدة لمراقبة الحافلات
من الميزات الجديدة المطبقة في البعثة السورية هذا الموسم نظام تتبع حافلات نقل الحجاج ومراقبة تحركاتها عن طريق أجهزة مراقبة “GPS”.
وربما تكون بعثة الحج السورية الوحيدة التي تطبق هذه الميزة، بحسب المسؤول عن مراقبة الحافلات في اللجنة، بلال الحسن، الذي أكد لعنب بلدي أن اللجنة قامت بشراء أجهزة خاصة، بعد رفض شركة النقل بتزويد البعثة بالميزة لأسباب مجهولة رغم توفرها بكل حافلة.
وقال الحسن إن الجهاز مزود ببطارية عالية تكفي لمدة تتراوح بين ستة أشهر وعام ومغناطيس وجهاز مضاد للماء والغبار، ويتم تسليمه لمشرفي الفنادق والمطوفين المسؤولين عن وضعه في الحافلة فور خروج الحجاج من المطار، لتتم متابعته من غرفة مشتركة بواسطة تطبيق خاص بالمراقبة على أجهزة الهاتف الحديثة،ما يتيح لفريق العمل الاطلاع على سير الحافلة.
ويبلغ عدد الأجهزة 200 جهاز فقط في حين يبلغ عدد الحافلات التي تنقل الحجاج من المطار إلى مكة 475 حافلة، ومن الفنادق إلى عرفات ومنى 420 حافلة، وتحاول اللجنة خلال السنوات المقبلة زيادة عدد الأجهزة لتشمل الحافلات كافة.
فكرة مراقبة الحافلات تمت تجربتها في موسم 2015، بعد صعوبات لاقتها اللجنة سابقًا، كخروج الحافلات عن مسارها أو تعطلها، إلى جانب هروب بعض السائقين بالحافلة لنقل حجاج آخرين باسم البعثة السورية، ما يؤدي إلى حجز الحافلة حال اكتشافها من قبل السلطات السعودية.