زرقة الأطراف.. حالة مرَضية قد تكون سليمة

د. أكرم خولاني

يتخوف بعض الناس بشكل مفرط من الازرقاق الذي يحدث في اليدين والقدمين أو ما يعرف بزرقة الأطراف، بينما لا يهتم آخرون لهذه الحالة المرضية لعدم إدراكهم مدى أهميتها أو المخاطر التي يمكن أن تشكلها، ورغم أنها قد تكون سليمة في بعض الأحيان، إلا أنها تكون خطيرة في أحيان أخرى، لذلك فإننا سنقدم نظرة شاملة حول هذا الموضوع للتعريف بأسبابه والتنبه منها.

ما المقصود بزرقة الأطراف

عبارة عن تحول أطراف الإنسان كالأيدي والأقدام إلى اللون الأزرق، خاصة نهايات الأصابع وتحت الأظافر، وتكون نتيجة نقص التروية في الأطراف بسبب اضطرابات الأوعية الشعرية فيها، أو نتيجة نقص نسبة إشباع الدم بالأوكسجين، وتسمى بالزرقة المحيطية أو الطرفية، تمييزًا لها عن الزرقة المركزية التي تظهر على اللسان والشفاه، وتحدث نتيجة  مشاكل التروية في جهاز القلب و الدوران كتشوهات القلب الولادية أو قصور عضلة القلب، أو نتيجة مشاكل في التهوية في الجهاز التنفسي كالربو القصبي أو الداء الرئوي الساد المزمن أو الاختناق نتيجة التسمم بغاز أول أوكسيد الكربون، علمًا أن الزرقة المحيطية قد ترافق الزرقة المركزية في بعض الحالات.

تحدث زرقة الأطراف بسبب ضعف الدورة الدموية فيها وعدم كفاية الأوكسجين الواصل إلى الأنسجة هناك، وينجم ذلك عن مشاكل القلب أو الرئة المسببة للزرقة المركزية أيضًا، كما ينجم عن اضطرابات الأوعية الدموية في الأطراف مثل الانسداد الشرياني (و في بعض الأحيان الانسداد الوريدي)، أو التضيق الوعائي، ويحدث ذلك في الحالات التالية:

• التعرض للبرد الشديد، حيث يحدث التضيق الوعائي.
• نقص حجم الدم، نتيجة النزف أو الجفاف.
• ارتفاع نسبة الكوليسترول بالدم، لأنه يقلل وصول الدم للأطراف عبر الشرايين.
• التدخين بشراهة، حيث تعمل مادة النيكوتين الموجودة بالسجائر على تضييق الشرايين.
• الداء السكري، يؤدي إلى اضطراب في الأوعية المحيطية مسببًا زرقة الأطراف، وقد يمتد الاضطراب ليشمل شرايين الفخذين والساقين.
• داء رينو.

ما هو داء رينو؟

مرض يحدث فيه ازرقاق بالأطراف إضافة إلى ثلاثة أعراض أخرى تظهر في منطقة الازرقاق هي الإحساس بالبرد، والتعرق الزائد، وتغيرات في الأنسجة المرنة، بدون أوجاع.

المسبب لهذا المرض لا يزال غير معروف، ويعتقد بأن تقلصات تحدث في الشرايين ونتيجة لذلك تتوسع الشعيرات الدموية مما يسبب الازرقاق.

هناك نوعان رئيسيان لداء رينو:

• مرض رينو الأولي، وهو الأكثر انتشارًا، يحدث دون أن تصاحبه أمراض أخرى في الجسم، وهو شائع في أوساط الشباب بين سن 15-30 سنة، كما أنه أكثر انتشارًا بين النساء منه بين الرجال.
• مرض رينو الثانوي، يسمى ظاهرة رينو، ويكون مصاحبًا لأمراض أخرى كتصلب الجلد والتهاب المفاصل الرثواني.

كيف تعالج مشكلة زرقة الأطراف؟

يتم علاج الحالات المرافقة لأمراض أخرى عن طريق علاج المرض المسبب، أما عند وجود تضيق في الشرايين فتستخدم الأدوية التي تزيد سيولة الدم والأدوية التي تقلل نسبة الكوليسترول في الدم، وقد تحتاج الحالات الشديدة إلى التدخل الجراحي، ويتمثل التدخل الجراحي في تركيب وصلة شريانية لتغذية الطرف بالدم.

وفي كل حالات زرقة الأطراف مهما كان سببها ينصح بالالتزام ببعض الممارسات:

• الحماية من البرد بواسطة ارتداء غطاء للرأس، وجوارب وقفازات في فصل الشتاء خاصة في أثناء الخروج المبكر للعمل أو السهر خارج المنزل.
• التوقف عن التدخين الذى يقلل من انسياب الدم للأطراف.
• عدم التعرض للمياه الباردة عند غسل اليدين أو الأواني.
• استخدام التدفئة غير المباشرة.
• عدم التعرض للانفعالات النفسية الشديدة والابتعاد عن الظروف والأماكن التي تجلب التوتر.
• ممارسة الرياضة لتحسين الدورة الدموية.
• التقليل من تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
• شرب المياه بكثرة لأنها تعمل على تخفيض التجلط بالدم وتحافظ على سيولته.

ننوه إلى أنه ليست كل حالات الزرقة هي حالات مرضية؛ فأغلب الأطفال من حديثي الولادة والرضع يعانون زرقة الأطراف والشفاه، وتسمى هذه الزرقة بالزرقة الموضعية، وعادة ما تختفي مع نضوج جهاز الدورة الدموية للطفل. كما أنه يمكن أن يكون أمرًا طبيعيًا تحول شفاه بعض الأطفال إلى اللون الأزرق عند البكاء والصراخ أو تناول الطعام أو القيام بنشاط بدني، ولكن في هذه الحالات لا تتحول الشفاه نفسها إلى اللون الأزرق، بل المنطقة المحيطة بالفم فقط، كما يكون اللسان وداخل الفم ورديًا.