مختطفات السويداء.. تراخٍ ومصير مجهول

  • 2018/08/12
  • 12:26 ص

دوار المشنقة في مدينة السويداء - آب 2018 (عنب بلدي)

السويداء – نور نادر

لا يزال مصير مختطفات السويداء لدى تنظيم “الدولة الإسلامية” مجهولًا حتى اليوم، مع غياب أي مسعى من جانب النظام السوري للتوصل لاتفاق يطلق سراحهن، والحديث عن فشل المفاوضات، التي يصر فيها التنظيم على عدة نقاط تراها رؤوس وشخصيات المحافظة مستحيلة التنفيذ.

ويبلغ عدد المختطفات 21 امرأة وثمانية أطفال، وكان التنظيم اختطفهم خلال الهجمات الأخيرة التي استهدفت السويداء، وقتل فيها أكثر من 200 شخص بينهم نساء وأطفال، معظمهم من قرى الريف الشرقي المحاذي لا

وإثر فشل المفاوضات التي يقودها شيوخ عقل طائفة الموحدين الدروز طالبت “الهيئة الاجتماعية” للعمل الوطني أهالي المخطوفين بتفويضهم بشكل رسمي، دون أن تحصل على ذلك حتى اليوم.

تراخ غير مفهوم

يقول شاب من قرية الشبكي، والتي ينحدر منها غالبية المخطوفين، إن أحدًا حتى الآن لم يلتفت إلى أهمية التسريع في حل القضية، خاصة بعد قتل الشاب مهند أبو عمار ووفاة إحدى المخطتفات، وهي أم عهد زهية الجباعي، بسبب الظروف السيئة الموجودين فيها.

ويؤكد الشاب (طلب عدم ذكر اسمه) غياب أي تفاوض جدي في قضية المختطفات، وأن الأمر لا يقتصر على مستوى الجبل وإنما على مستوى سوريا ككل، مشيرًا إلى أن روسيا وجهت رسالة مفادها أن ملف المختطفات أصبح مع النظام السوري “في أيد أمينة”، في إشارة إلى الانسحاب بشكل غير رسمي.

وتزامن ركود قضية المختطفات مع عملية عسكرية بدأتها قوات الأسد والميليشيات المساندة لها في بادية السويداء، بمشاركة التشكيلات المحلية العاملة في المحافظة.

وفي آخر التطورات التي أعلنت عنها قوات الأسد، قالت إنها سيطرت على مناطق “استراتيجية” من يد التنظيم، بينها سوم الطثموني، خربة الأمباشي، تلال الهيبرية، رسوم مروش، سوح النعامة، ضهرة راشد، زريبية، خربة الشهرية، وادي الرمليان، وادي شجرة، زملة ناصر، النهيان، تل الضبع، تل الضبيعية، وقبر الشيخ حسين.

وبحسب الشاب، المطلع على تطورات عملية التفاوض، فإن عملية قوات الأسد العسكرية تنم عن “تجاهل وتراخ غير مفهوم لقضية إنسانية معلقة”.

ويقابل التراخي غير المفهوم من جانب النظام السوري، غياب تنظيم “الدولة” عن الواجهة بشكل كامل، حتى إن التسجيلات المصورة التي نشرت عن المختطفات لم يتم تبنيها بشكل رسمي من قبله، ما يعقّد القضية بشكل أكبر، ويفتح الباب أمام تساؤلات وتكهنات حول مصيرهن.

جهات تدخل على الخط

كتطور لم تتضح مساعيه وتبعاته، تشكلت لجنة أهلية من المحافظة بعد حصولها على تفويض من عائلات المخطوفين.

وقال مصدر من غرفة المفاوضات لعنب بلدي (طلب عدم ذكر اسمه) إن اللجنة تضم مجموعة من رجال ذوي اختصاص، ويبلغ عددهم 13، بينهم رجال قانون مهمتهم الدخول في عملية التفاوض حول الإفراج عن المختطفات.

بينما يختلف باقي أعضاء اللجنة حسب المهمات الموكلة إليهم.

ومن بين الشروط الأخيرة التي طرحها التنظيم، سحب قوات الأسد من أراضي السويداء، وعدم مشاركة أبناء الجبل بأي معركة إلى جانبها، بالإضافة لمنع استخدام أراضي السويداء في المعارك ضده.

حادثة إعدام تغضب الشارع

على الجانب الآخر من الظروف التي تمر بها السويداء، أعدمت مجموعات تتبع لـ “الحزب القومي الاجتماعي” المعروف باسم “نسور الزوبعة” عنصرًا قيل إنه ينتمي لتنظيم “الدولة الإسلامية”، الأمر الذي أحدث غضبًا بين أهالي المدينة، انتقدوا فيه الطريقة التي تمت فيها تصفية العنصر.

وتجزم إيمان (طلبت عدم ذكر اسمها الكامل) أن حادثة الإعدام هي صنيعة النظام السوري، لإلهاء الأهالي بـ “بطولات وهمية يحققها من حرق جثث مقاتلي داعش”.

وتقول الشابة لعنب بلدي، إن إعدام “الداعشي” بشكل فوري يشير إلى نية النظام قتل الشهود، لا سيما أنهم قد يقودون إلى شبكات أخرى متورطة في الهجمات الأخيرة على المدينة وخطف النساء.

ودعت الشابة إلى فتح تحقيق حول الأشخاص المسؤولين عن عملية الإعدام، والتي تزامنت مع توتر يعيشه “جبل العرب” على خلفية غياب أي تطور في قضية المختطفات، معتبرًة أن “الأسرى قد يكونون وسيلة ضغط في المفاوضات”.

أما مشايخ عقل الطائفة، فقد أصدروا بيانًا استنكروا فيه التمثيل بالجثث، وأوصوا بعدم تكرار ذلك مجددًا.

ووصفوا الحادثة بالمنافية والمسيئة لمجتمع السويداء، وقالوا إن “البعض قاموا بارتكاب ما حرم الله وما حرمته الإنسانية من تمثيل بالجثث ومغالاة بالاستعراض الكاذب والمخالف للدين والعقيدة التوحيدية والعرف وأخلاق أهل الجبل”.

كما دعوا الأهالي والمقاتلين لـ “الثبات والتصدي للهجمات المتوقعة من التنظيم وعدم الهروب أو النزوح لمناطق أخرى”.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع