جريدة عنب بلدي – العدد 24 – الأحد – 15-7-2012
يلعب الطفل مع الواقع لعبة يلهو بها، فيعبث بتعابير وجهه لترتسم على محياه وببراءة طفولته، فالفرح يبعث فيه الحيوية والنشاط، والحزن ينعكس عليه سلبًا فيغدو هادئًا، أو ربما مضطربًا لا يدري أي ساكن يحركه أمامه ليفرغ شحنات تكاد تخنق أنفاسه. واليوم..وبعد أن جاء أطفالنا إلى الدنيا…وفرحنا بقدومهم، فما عسانا فاعلون لأجلهم؟ ودوي المدافع وأزيز الطائرات يصم آذانهم، ومشاهد الدم والتعذيب والقتل مسلسل لاينقطع أمام أعينهم، ولا نغفل أنهم أكثر تأثرًا، ويعانون ضعف ما يعانيه الكبار، إذ ستولّد ويلات تلك الجرائم عندهم صدمات نفسية مؤلمة، وستحفر ندبًا عميقة قد تستمر معهم مدى الحياة، فهل ستُنسينا فرحتنا بقدومهم سبل العناية بهم، ومسح ما سيعلق في أذهانهم ومخيلاتهم من آلام وآهات؟ أما يستحقون منا حضنًا دافئًا؟ ومزيدًا من الجهد لنقدّم لهم العون والطرائق التي تعينهم على تجاوز محنتهم، ونحولها وإياهم إلى منحة علهم يخرجون من هذه التجربة المريرة بأقل خسائر نفسية ممكنة، فتصور
ويجب أن لا ننسى أننا القدوة أمام أطفالنا، فرؤيتهم للكبار قد انهاروا وبدؤوا بالصراخ والبكاء يؤثر سلبًا عليهم، فلذلك حاول أن تظهر الشجاعة أمامهم، وأرهم مدى تفاؤلك بالخير العميم الذي سنجنيه بعد هذه المنحة، وكيف أنك تنتظر الفرج بابتسامة المتفائل الصابر المتوكل على الله حق التوكل، لا بابتسامة المستهزئ المتهاون الذي يتمنى على الله الأماني.