تحل اليوم الذكرى العاشرة لرحيل الشاعر الفلسطيني محمود درويش، الذي توفي في عام 2008 بعد خضوعه لعملية جراحية في القلب بولاية تكساس الأمريكية، بعد مسيرة شعرية حافلة ربطت بين اسمه وبين الثورة والوطن.
وتحتفي مجلة “الأهرام العربي” التي تصدر أسبوعيًا عن دار “الأهرام” المصرية الحكومية، اليوم الخميس 9 من آب، بذكرى رحيل درويش، من خلال نشر مجموعة من الوثائق والصور النادرة له، والتي قالت إنها “تنشر للمرة الأولى”، من بينها أوراق تعيينه في الصحيفة ذاتها، بقرار من الشاعر محمد حسنين هيكل.
ونقلت وكالة “رويترز” عن الصحفي والشاعر سيد محمود، الذي أعد الملف الخاص بمجلة “الأهرام العربي” قوله إن “الملف يتضمن وثائق تنشر لأول مرة عن أيام درويش في مصر والتي أقام فيها من شباط 1971 وحتى عام 1973 حين غادر إلى بيروت”.
وأضاف محمود، “الملف يشمل أيضًا مستندات حول أوراق وتسويات مالية رافقت انتقال درويش من العمل مستشارًا بإذاعة صوت العرب، بعد أن عينه وزير الإعلام محمد فايق، وحتى تعيينه بالأهرام بمركز الدراسات، ثم القسم الأدبي ومجلة الطليعة مع الكاتب لطفي الخولي”.
وذكر موقع المجلة أنها ستصدر ملفًا خاصًا غدًا الجمعة 10 من آب، تحت عنوان “محمود درويش.. أنا ابن النيل وهذا الاسم يكفيني”، المأخوذ من كلمات قصيدة كتبها عن مصر.
ويتضمن الملف تحقيقًا استقصائيًا شارك فيه رفاق للشاعر الراحل، من بينهم السياسي الفلسطيني مروان كنفاني، والصحفي الفلسطيني نبيل درويش، المدير السابق لإذاعة مونت كارلو في القاهرة، والكاتبة منى أنيس المحرر العام لدار الشروق.
ولد محمود درويش الملقب بـ”شاعر القضية” في 13 من آذار 1941، في قرية “البروة” في الجليل بفلسطين، وعندما احتلت إسرائيل قريته عام 1947 وجد نفسه مع أهله في قرية في جنوبي لبنان مع آلاف من الأهالي الذين شردتهم إسرائيل، وهو لم يتجاوز السادسة من عمره.
ثم عادت عائلة درويش إلى حيفا، ليكمل دراسته الثانوية، وعمل هناك محررًا في جريدة “الاتحاد”.
سافر درويش إلى موسكو ليتم دراسته، ثم إلى القاهرة، والتقى هناك بشخصيات أدبية لطالما أعجب بها، مثل يوسف إدريس، ونجيب محفوظ الذي عمل إلى جانبه في “نادي الأهرام”.
شكلت مصر محطة مهمة في حياة درويش، إذ كان يلتقي بكثيرٍ من شعراء مصر في ذلك الوقت مثل صلاح عبد الصبور، أحمد حجازي، وأمل دنقل.
تأثر بهؤلاء الشعراء وحدث تحول في تجربته الشعرية فلقي الدعم والمساندة منهم، خاصة في شعره الوطني، الذي يمجد فيه المقاومة، بعد هزيمة العرب بحرب 1967، إذ كان الشعب العربي يشجع الشعر الذي يتحدث عن فلسطين والمقاومة فيها.
ثم انتقل إلى بيروت عام 1973، فعاش ظروف الحرب الأهلية فيها، وغادرها قبل دخول الجيش الإسرائيلي إليها باتجاه تونس.
كانت أول مجموعة شعرية له بعنوان “أوراق الزيتون”، عام 1964، عندما كان عمره 22 عامًا، ومنذ ذلك الحين نشر درويش ما يقرب من 30 مجموعة شعرية ونثرية، ترجمت إلى أكثر من 22 لغة.
حصل محمود درويش على العديد من الجوائز، منها جائزة “ابن سينا”، وجائزة “لينين” للسلام، وجائزة “لوتس” لعام 1969 من اتحاد الكتاب الأفرو آسيويين، ومنح رتبة نبيل في فرنسا للفنون، وميدالية “بيلز ليترز” عام 1997، وجائزة عام 2001 للحرية الثقافية من مؤسسة “لانان”، وجائزة “ستالين” للسلام من الاتحاد السوفييتي.
فنيًا ارتبط اسم المغني اللبناني مارسيل خليفة، باسم الشاعر الفلسطيني محمود درويش، إذ غنى له الكثير من قصائده.
بدأ مارسيل بتلحين قصائد درويش وغنائها، دون أن يستأذنه، ودون معرفة شخصية سابقة، لكن فيما بعد جمعتهما صداقة قوية، فأثرا بالموسيقى العربية بنتاجهما، وكانت قصيدة “ريتا” من أجمل ما غنى مارسيل خليفة، بالإضافة إلى قصيدته الشهيرة “أحن إلى خبز أمي”.
كما نظم درويش قصائد في حب دمشق، كانت أهمها قصيدة “في دمشق” التي يقول فيها “في دمشق.. تطير الحمامات.. خلف سياج الحرير، اثنتين اثنتين”.