جريدة عنب بلدي – العدد 24 – الأحد – 15-7-2012
مركز المجتمع المدني والديمقراطية في سوريا (ccsds)
المقاومة المدنية هي إحدى أهم وسائل الانتقال من الدكتاتورية إلى الديمقراطية، وهي تعني مقاومة الأنظمة التسلطية بطرق لاعنفية مؤثرة، هدفها تقويض ركائز هذه الأنظمة، ونزع الشرعية عنها وإضعافها بشكل تدريجي حتى تسقط.
من أهم الركائز التي يعتمد عليها النظام السوري استحواذه على مؤسسات الجيش والأجهزة الأمنية والميليشيات التي تسمى بالشبيحة، ووجود مؤسسات اقتصادية داعمة له ضمن القطاع الخاص، كما لا يخفى دور رجال الدين وبعض العشائر، هذا عدا عن الدعم السياسي الخارجي من قبل روسيا والصين.
ترتكز المقاومة المدنية وفق الحالة السوريّة الراهنة على مبدأ اللاعنف، لكنها في الوقت نفسه تعتبر الانشقاقات عن الجيش والأمن نصرًا لها، لأن ذلك يسهم إسهامًا فاعلًا في انهيار هذا النظام، كما تركز على انشقاق الموظفين المدنيين ورجال الأعمال والإعلاميين والمشاهير من الممثلين والفنانين والرياضيين بحيث ير
من المهم إتباع السريّة والتكتم عند التخطيط لأي عمل ضمن المقاومة المدنية، كما يجب التركيز على إحراز نتائج كبيرة تسهم بفعالية في خلخلة أسس النظام وبالأخص في مجال تشكيل الهيئات البديلة عن مؤسساته القائمة، حيث ينفك التمحور عنه تمهيدًا لزواله .
لا تعتمد المقاومة المدنية بداية على الكمّ بقدر ما تعتمد على الشباب النوعي، والكفاءات وصولًا إلى تهيئة الجوّ لانخراط أعدادٍ كبيرة من المشاركين بحيث تغدو خيارًا جمعيًا .
من المهم أيضا اتباع طريقة فعّالة للقيام بالنشاطات وهي أن تقوم نواة العمل من الناشطين بقبول أعضاء جدد في صفوفها وتدريبهم على طرق المقاومة المدنية، ومن ثم إشراكهم في العمل الميداني، وعلى هذه النواة أن تلعب الدور الأساسي في التخطيط، ووضع الإستراتيجية بالإضافة إلى تأمين النظام الداعم للمجموعة عند الحاجة، والذي يتشكل من فريق للتغطية الإعلامية لنشاطاتها، فريق حقوقي للدفاع مباشرة عن معتقليها، ونظام اقتصادي داعم لعائلات المعتقلين.