في إطار استعدادات المنتخب السوري لكرة القدم لكأس أمم آسيا عام 2019، بدأ اتحاد كرة القدم سياسة جديدة بالبحث عن المواهب السورية المنتشرة في دوريات كرة القدم الأوروبية والآسيوية.
دماء شابة إلى المنتخب
أتم اللاعب السوري المحترف في نادي هيراكليس ألميلو الهولندي، محمد عثمان، الإجراءات المتعلقة بانضمامه للمنتخب السوري (هوية شخصية، جواز سفر، وثائق قانونية).
لكن إشكالات وقفت في وجه انتساب اللاعب للمنتخب، تتعلق بوالده نواف عثمان، الذي كان ينتظره حكم قضائي في سوريا.
رئيس الاتحاد الرياضي، فادي الدباس، قال عبر صفحته في “فيس بوك”، إن تلك الإشكالات حُلت بوقت قياسي، معللًا أن الاتحاد الرياضي واتحاد الكرة لم يكن لهم علم بقدوم اللاعب مع والده إلى سوريا، دون أن يذكر أسباب التوقيف.
وإلى جانب محمد انضم صانع الألعاب اياز عثمان، لاعب دينامو دريسدن الألماني، ملتحقًا بمعسكر النمسا في حزيران الماضي.
سيمون أمين لاعب أوربيرو السويدي، شارك أيضًا في معسكر النمسا، وسبق أن التحق غابرييل سومي في مباريات الجولة الأخيرة من التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2018 قادمًا من السويد.
كما وصل اللاعب منقذ عدي، المحترف في الدوري القطري، إلى سوريا، بعد أن اختار اللعب لصالح المنتخب السوري، بعد وصول كتاب من الاتحاد السوري لكرة القدم إلى الاتحاد القطري يخير اللاعب بين تمثيل منتخب سوريا أو منتخب قطر خلال السنوات المقبلة.
اللاعبون الشباب أثبتوا جدارتهم في دوريات دولهم التي حصلوا على جنسيتها، ورغم أنهم فضلوا اللعب للمنتخب السوري، لا تزال المخاوف تحيط بملفاتهم رغم تطمينات رئيس الاتحاد الجديد فادي الدباس.
وكان بعض اللاعبين يخشون زيارة سوريا بسبب حرمانهم من الجنسية (لأصولهم الكردية) أو لطلبهم للخدمة العسكرية الإلزامية أو لأسباب سياسية تتعلق بمواقف من النظام السوري.
وفي تصريحات، عبر صفحته في “فيس بوك”، قال الدباس حول انضمام اللاعبين، إن ذلك يشكل إضافة كبيرة لصفوف المنتخب سواء في كأس أمم آسيا 2019 أو تصفيات كأس العالم 2022.
وسيشكل اللاعبون الجدد رافدًا للاعبي الصف الأول، على غرار عمر السومة وعمر خريبين وإبراهيم عالمة وأحمد الصالح، بانتظار تحديد اختيارات المدرب الألماني بيرند ستانغه، الذي تسلم مهامه في شباط الماضي.
استعدادات اتحاد كرة القدم
وتزامن استدعاء هؤلاء اللاعبين مع خطة وضعها الاتحاد السوري لكرة القدم، كشف عنها رئيس الاتحاد، فادي الدباس، في مؤتمر صحفي، في 23 من تموز الماضي، للذهاب بعيدًا في كأس آسيا المقبل.
وقال للصحفيين “سنمضي خطوة خطوة، وكل مباراة بالنسبة لنا ستكون بطولة، وطموحنا مشروع نظرًا لإمكانياتنا وقدرات لاعبينا لنكون بين الأربعة الأوائل في آسيا”.
وحول استعدادات المنتخب، قال الدباس إن الاستعدادات لن تكون مقتصرة على المشاركات، فالمعسكرات ستكون مستمرة بشكل دوري لكل المنتخبات، وعبر عن تفاؤله في لعب التصفيات المؤهلة لكأس العالم في سوريا.
وأشار إلى الخطوات التي قام بها الاتحاد في مسألة رفع الحظر عن الملاعب السورية، والتي تبدأ في إقناع الاتحادين الدولي والآسيوي بإرسال لجنة للكشف عن الملاعب، بالإضافة إلى العمل على تحسين البنى التحتية.
لكن مقطع فيديو صادمًا لعشاق كرة القدم نشره الإعلامي لطفي الأسطواني، لملعب العباسيين في دمشق، يقلل من حجم التفاؤل الذي يطغى على التصريحات الرسمية.
وأظهر الفيديو أرضية الملعب التي لم تعد صالحة بشكل نهائي، إضافة إلى بناه التحتية المخربة، بفعل المعارك.
وتواجه هذه التحركات لعودة اللعب على الأرض السورية بانتقادات من هيئات معارضة، لأن بعض الملاعب استخدمت لتنفيذ “جرائم حرب”، كتحويلها إلى سجون أو نشر منصات لقصف مناطق مدنية.
ومع ما ينظر إليه أنصار المنتخب السوري بالإنجاز في التصفيات المؤهلة لكأس العالم روسيا 2018، والذي اصطدم بالطموح الأسترالي، يتطلع الكثيرون إلى إنجاز أكبر على صعيد الرياضة المحلية في بطولة أمم آسيا والتصفيات المؤهلة لمونديال قطر عام 2022.