“موت صغير”.. سيرة “روائية” لحياة ابن عربي

  • 2018/08/05
  • 2:13 ص

يحقق الروائي السعودي محمد حسن علون في روايته “موت صغير” شروط التأهل والفوز بجائزة الرواية العربية (البوكر)، محملًا نفسه وروايته ما لم يحملاه في أعمال سابقة بدت أكثر خفة وتناغمًا، لكن تناول شخصية تاريخية بثقل العلامة الصوفي والفيلسوف محيي الدين بن عربي (1240- 1164م) لم يكن بالأمر السهل، واستدعى من علوان تغييرًا جوهريًا في نفَسه الروائي.

يناقش الروائي السعودي في روايته “موت صغير” حياة ابن عربي بشكل تفصيلي، وبتراتبية منتظمة بدءًا من مولده في مرسيّة (في الأندلس) حتى وفاته في مدينة حلب، مرورًا بتنقلاته بين مدن الأندلس والمغرب والحجاز والشام ووسط آسيا، ضمن ما يزيد على 600 صفحة.

وللتحايل على الرتابة في سرد سيرة حياة، أضاف الروائي مسارًا آخر إلى الرواية لازم فصول الكتاب الاثني عشر، وهو سيرة 800 عام من تنقلات المخطوط المتوارث عن ابن عربي، والتي بدأت عام 1212م، في أذربيجان، وانتهت في بيروت مع نازح سوريّ في العام 2012.

المسار الثاني، أتاح لعلوان التحرر من ضرورات دقة النقل التاريخي في سيرة ابن عربي وثقله، وفتح له مجال الخيال وربط الأحداث سياسيًا وفق رؤيته الشخصية.

بالعودة إلى مسار السيرة الذاتية، يمكن القول إن علوان أجاد استخدام اللغة وتوظيفها، رغم أنها بدت متكلفة في كثير من الأحيان، وربما استدعت ذلك طبيعة الشخصية التي “يؤرّخ” لها، والفترة التي دارت فيها غالبية أحداث الرواية.

قدّم الكاتب لفصول روايته باقتباسات عن ابن عربي، وآثر ربط كل اقتباس بحوادث أو مواقف واجهت الشخصية المحورية، إضافة إلى ربطها بشخصيات المسار الموازي.

كما تحدث علون عن ابن عربي في جميع مراحل حياته، فوصفه صبيًا وفتىً وشابًا وكهلًا، كما أغرق في تفاصيله النفسية كمؤمن وعاشق وزوج وأب، وتناول أيضًا التفاصيل المحيطة بكتابيه الشهيرين، “الفتوحات المكية” و”ترجمان الأشواق”.

واجهت الرواية، الحائزة على جائزة “البوكر” لعام 2017، انتقادات واسعة على مستوى البنية الروائية، وعلى مستوى التناول التاريخي، ورغم عدم وجود تشكيك بصدقية ونزاهة الأحداث التاريخية في الغالب لكن طريقة عرضها وربطها حملت، من وجهة نظر بعض النقاد، رسائل سياسية، وأضرّت بصورة ابن عربي بشكل أو بآخر.

مقالات متعلقة

كتب

المزيد من كتب