ريف حلب – برهان عثمان
تداولت مواقع إخبارية وصفحات في مواقع التواصل شريطي فيديو لرجلين أجنبيين محتجزين في “منطقة غير محددة” من الشمال السوري منذ سنوات، إذ تم تصوير الرجلين وهما راكعان ويرتديان لباسًا برتقاليًا، بطريقة تحاكي أسلوب إصدارات تنظيم “الدولة الإسلامية” خلال إعدام الأسرى، دون توضيح الجهات المسؤولة عن “أسرهما”.
الشريطان أثارا لغطًا واسعًا حول الجهة المسؤولة عن نشرهما وسبب النشر، في الوقت الذي لا يزال فيه مصير الشمال السوري مجهولًا، إذ أدرجه البعض في خانة إعطاء مبررات جديدة للنظام لإجراء عمل عسكري في إدلب بحجة وجود “تنظيمات متشددة”.
قضية مغيبة منذ أعوام
يظهر في الشريط الأول الصحفي الياباني جامبي ياسودا، المحتجز في سوريا منذ منتصف عام 2015، ووفق وسائل إعلام يابانية فإن حكومة طوكيو اعتبرت أن “إرهابيين” هم المسؤولون عن احتجازه.
وذكر كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني أنه يعتقد أن الرجل هو الياباني جامبي ياسودا، وهو “صحفي حر”، بحسب ما نقلته وكالة “رويترز”.
ويظهر ياسودا في لباس برتقالي وهو راكعٌ ومحاط بأشخاص ملثمين، ويقول في الفيديو الذي نشرته مواقع إلكترونية عدة باللغة اليابانية “اسمي عمر وأنا كوري جنوبي، وتاريخ اليوم هو 25 من تموز 2018. أنا في حالة مزرية، رجاءً ساعدوني فورًا”.
أما الشريط الآخر فيظهر فيه الصحفي الإيطالي أليساندرو ساندريني، الذي فُقد أثره في تركيا مطلع عام 2016.
التلفزيون الحكومي الإيطالي نشر شريط الفيديو الذي يظهر فيه الصحفي وهو يطلب مساعدة سلطات بلاده لإطلاق سراحه، وأشار التلفزيون إلى أن ساندريني (32 عامًا) “معتقل لدى جماعة مسلحة في سوريا تطلب فدية لإطلاق سراحه”.
وأكد ناشطون أن أخبار الصحفيين كانت مقطوعة بشكل شبه كامل خلال السنوات الماضية، رغم وجود تسريبات غير مؤكدة عن مفاوضات سرية جرت مع “فصائل جهادية” في الشمال السوري لإطلاق سراحهما مقابل مبالغ مالية كبيرة.
خدمة مجانية للنظام
وأثار نشر التسجيلات مخاوف عدة لدى ناشطين في الشمال السوري، ومنهم سليمان الطه، الذي قال لعنب بلدي إن نشر الأشرطة “يثير تساؤلات متعلقة بالتوقيت والمستفيد الحقيقي منها”.
وأضاف الطه أن النشر “سيخدم ادعاءات النظام عن وجود الإرهاب في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة له في الشمال السوري ككل، وفي إدلب بشكل خاص”، لافتًا إلى وجود “من يحرض الرأي العام الدولي على بعض الفصائل المعارضة الموجودة في محافظة إدلب”.
ويتزامن نشر الأشرطة مع تبني تنظيم “الدولة الإسلامية” لعمليات خاطفة في إدلب، وسط محاولات من الفصائل المحلية لملاحقة خلايا نائمة تتبع له.
الطه اعتبر أن “مثل هذه الأشرطة ستجعل من السهل الخلط بين داعش (تنظيم الدولة) وبقية الفصائل، وبالتالي سيستخدمها النظام لتبرير أعماله الوحشية ضد المدنيين”.
ويشهد الشمال السوري تهديدات متكررة من قبل النظام السوري وحلفائه بكون إدلب “الوجهة المقبلة لقوات النظام بعد انتهاء عملياته في الجنوب السوري”، وكان أبرزها التهديدات التي وردت على لسان رئيس النظام السوري، بشار الأسد، الذي أكد أن استعادة السيطرة على إدلب “هي الهدف التالي للنظام السوري”.