تخصص منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أسبوعًا عالميًا في كل عام للتنويه إلى أهمية الرضاعة الطبيعية، والتحذير من تغاضي الأمهات عن ضرورة إرضاع أطفالهم خلال الساعات الأولى من الولادة لإنقاذ حياتهم.
وتُعقد ما يزيد على 540 فعالية في جميع أنحاء العالم من قبل أكثر من 488 منظمة، في الفترة بين 1 و7 من آب من كل عام، وذلك لتسليط الضوء على أهمية تلقي الرضيع حليبًا طبيعيًا خلال الأشهر الستة الأولى من عمره.
تشير منظمة الصحة العالمية، في تقريرها الصادر في 31 من تموز الماضي، إلى أن 78 مليون طفل حول العالم لا يرضعون من الثدي خلال الساعة الأولى بعد الولادة، أي بمعدل ثلاثة رضّع من أصل خمسة، ما يزيد احتمال تعرضهم لخطر الموت والمرض، ويقلل من احتمال استمرارهم في الرضاعة الطبيعية.
وبحسب التقرير، فإن معظم هؤلاء الأطفال يولدون في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، إذ إن معدلات الرضاعة الطبيعية خلال الساعة الأولى بعد الولادة هي الأعلى في شرق وجنوب إفريقيا (65%) والأدنى في شرق آسيا والمحيط الهادئ (32%).
وتنبه التقارير والدراسات العلمية إلى ضرورة إرضاع الطفل خلال الساعة الأولى من ولادته، إذ إن المواليد الجدد الذين يرضعون خلال الساعة الأولى من حياتهم هم أكثر احتمالًا في البقاء على قيد الحياة، بينما قد يؤدي التأخير ولو لسويعات قليلة بعد الولادة إلى عواقب “فتّاكة”، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وبحسب الأرقام، فإن المواليد الجدد الذين بدؤوا الرضاعة الطبيعية خلال ساعتين إلى 23 ساعة بعد الولادة كانوا أكثر عرضة للوفاة بمقدار الثلث، مقارنة مع الذين بدؤوا الرضاعة خلال ساعة واحدة من الولادة.
بينما كان المواليد الجدد الذين بدؤوا الرضاعة الطبيعية بعد يوم أو أكثر من الولادة أكثر عرضة للوفاة بمقدار الضعف.
وتقول هنرييتا هـ. فور، المديرة التنفيذية لـ “يونيسف”، “عندما يتعلق الأمر ببدء الرضاعة الطبيعية، فالتوقيت هو العنصر الأهم، بل هو الفرق بين الموت أو الحياة في العديد من البلدان”.
لماذا الرضاعة المبكرة
رغم أن فئة كبيرة من الأمهات يدركن أهمية إرضاع أطفالهن بشكل طبيعي، إلا أن كثيرات منهن يبدأن بعملية الإرضاع بعد أكثر من ساعتين على الولادة، الأمر الذي تحذر منه منظمة الصحة العالمية و”يونيسف”.
وترجع المنظمتان في تقريرهما ذلك إلى أسباب عدة، أهمها بعض الممارسات الشائعة والتي تعتمد على إطعام المواليد الجدد مواد غذائية أو مشروبات، منها العسل والحليب الصناعي، وذلك قبيل البدء بالرضاعة الطبيعية.
كما تحدث التقرير عن ارتباط وثيق بين ارتفاع عدد العمليات القيصرية الاختيارية وتقلص نسب البدء المبكر بالرضاعة الطبيعية، فضلًا عن ثغرات في نوعية الرعاية المقدمة للأمهات وحديثي الولادة.
“إنّ الرضاعة هي أحسن وسيلة لتزويد المواليد الجدد بالعناصر المغذية التي يحتاجونها، وتوصي منظمة الصحة العالمية بالاقتصار على الرضاعة الطبيعية بدءًا من الساعة الأولى بعد الولادة حتى يبلغ الرضيع ستة أشهر من عمره، ينبغي بعد ذلك إضافة الأغذية المكملة مع الاستمرار بالرضاعة الطبيعية حتى يبلغ الطفل سنتين من العمر أو أكثر”.
منظمة الصحة العالمية