أقرت الحكومة الروسية بمحاولة التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، بشأن خطتها المزدوجة لإعادة الإعمار وعودة اللاجئين في سوريا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم السبت 4 من تموز، إن رئيس هيئة الأركان الروسية، فاليري جيراسيموف، أرسل رسالة إلى نظيره الأمريكي، جوزيف دانفورد، في تموز الماضي، تتعلق بالملف السوري.
وجاء في بيان للوزارة “تؤكد وزارة الدفاع الروسية إرسال رسالة إلى رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال جوزيف دانفورد، في تموز، عبر قنوات الاتصال السرية الحالية”.
واعتبرت الدفاع الروسية أن قنوات الاتصال العسكرية بين موسكو واشنطن، تمنع التصادم العسكري على الأراضي السورية بين الطرفين.
وأضافت أن التعاون مع الإدارة الأمريكية، يأتي ضمن محاولات البحث عن حلول للأزمة في سوريا، بحسب وكالة “سبوتنيك”.
البيان الروسي يأتي بعد الكشف عن وثيقة سرية أرسلتها موسكو إلى واشنطن في تموز الماضي، تسعى للحصول على تعاون أمريكي، لتنفيذ الخطة الروسية المزدوجة.
وجاء في نص الاقتراح الروسي أن “النظام السوري يفتقر إلى المعدات والوقود والمواد الأخرى والتمويل اللازم لإعادة بناء البلاد من أجل استيعاب عودة اللاجئين”، ويشمل الاقتراح مناطق سيطرة الأسد فقط.
وتكشف الوثيقة التي سربتها وكالة “رويترز”، اليوم، عن خطاب ملحق من الجنرال الروسي إلى نظيره الأمريكي، يطلب من خلاله تحويل التعاون الأمريكي الأردني حول اتفاق “تخفيف التوتر”، إلى لجنة لتنفيذ خطة إعادة اللاجئين وإعادة الإعمار في سوريا.
وبحسب الوكالة فإن واشنطن استقبلت الاقتراح بفتور، وقالت إنها تدعم هذه المبادرة إذا تم التوصل إلى حل سياسي ينهي حالة الحرب المستمرة في سوريا، وإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة.
وأوضحت أنها لن تساعد بعودة اللاجئين، إلا إذا كانت “عودة آمنة وطوعية وبكرامة”.
ونفت واشنطن أن يكون هناك أي تغيير في السياسات بين واشنطن وموسكو، بعد قمة هلسنكي الأخيرة، بين الرئيسين دونالد ترامب، وفلاديمير بوتين.
وأوضحت، “شارك دبلوماسيون روس ومسؤولون آخرون في حملة شرسة لوصف المبادرة في عواصم أخرى بطريقة توحي بأنها نتيجة القمة الأمريكية الروسية في هلسنكي. وهو ليس صحيحًا… نكرر ليس صحيحًا“.
ومع انتهاء العمليات العسكرية في الجنوب السوري، كشفت روسيا عن خطة لإعادة اللاجئين وإعادة الإعمار في سوريا، عبر حشد دولي بدأته من واشنطن، بما يوحي بنية الروس الهيمنة الكاملة على الملف السوري.
لكن الإدارة الأمريكية لم تبدِ تجاوبًا ملموسًا مع الخطة الروسية، وبدت واشنطن حذرة من خطة موسكو، بما يفسر رفضًا داخليًا من المسؤولين الأمريكيين حول السياسة الروسية في سوريا.