رفضت الصين طلب الولايات المتحدة الأمريكية وقف وارداتها من النفط الإيراني، ضمن حزمة عقوبات تفرضها واشنطن على طهران.
وقالت وكالة “رويترز” اليوم، الجمعة 3 من آب، إن الصين رفضت الانصياع للأوامر الأمريكية بوقف ورادتها النفطية من إيران، وتوعدت بزيادة تلك الواردات.
وأضافت الوكالة أن بكين وافقت على عدم زيادة مشترياتها من الخام الإيراني، معتبرة أن التعاون مع إيران يأتي ضمن نطاق قانوني ولا يجب أن يستفز واشنطن.
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، طلب من الدول الأوروبية والصين واليابان، مقاطعة إيران من أجل تنفيذ عقوبات عليها، على خلفية فشل الاتفاق النووي بين الطرفين.
وتشهد العلاقات الأمريكية- الصينية توترًا متمثلًا بحرب تجارية بدأها ترامب قبل أشهر، وتصاعدت حدتها في الآونة الأخيرة، بفرض رسوم جمركية متبادلة بين الطرفين.
وانسحب ترامب من الاتفاق النووي مع إيران، في أيار الماضي، بعد اتهامها بنشاطات نووية خارج الاتفاق.
ويترتب على انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عودة العقوبات الاقتصادية الأمريكية على طهران، إذ توعد ترامب بفرض عقوبات اقتصادية “على أعلى مستوى”، وهدد الدول التي تدعم مشروع طهران النووي بعقوبات مماثلة.
وتعول إيران على إنقاذ الاتفاق النووي عبر الصين ودول أخرى، لتمرير وارداتها النفطية وكسر التهديد الأمريكي الذي يحاول كبح التمدد الإيراني في المنطقة.
واعتبر وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أن دور الصين محوري في إنقاذ الاتفاق النووي بعد انسحاب الولايات المتحدة في أيار الماضي.
ونقلت “رويترز” اليوم، عن ظريف قوله إن “دور الصين في تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة حول الاتفاق النووي وفي التوصل إليه، والآن في الحفاظ عليه سيكون محوريًا”، بحسب تعبيره.
وعبرت الصين عن أسفها لانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية كنغ شوانغ، إن بكين ستحمي الاتفاق وتدعو كل الأطراف المعنية للتحلي بالمسؤولية.
أما روسيا، وهي طرف رئيسي في الاتفاق، فأكدت هي أيضًا التزامها بتعهداتها حيال برنامج إيران النووي، وفق ما قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، للصحفيين في وقت سابق.
وكانت الدول العظمى المعروفة بـ “5+1″، وهي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين، بالإضافة إلى ألمانيا، توصلت لاتفاق مع إيران، عام 2015، ينص على كبح إيران عن أنشطة تخصيب اليورانيوم والتخلص من مخزونها المخصب، مقابل تجميد عقوبات أمريكية ودولية مفروضة على طهران منذ عقود.
ويعتبر الرئيس الأمريكي أن الاتفاق لم يحقق الهدف منه، مشيرًا إلى أنه يملك أدلة على أن إيران لم تلتزم ببنود الاتفاق، وأنها ما زالت تتوسع بنشاطها النووي.
–