تشهد محافظة السويداء تحركات مدنية لجمع المكونات العاملة فيها على الأرض في تحالف موحد، استعدادًا للمرحلة التي ستقبل عليها المنطقة.
وأفاد مراسل عنب بلدي في السويداء اليوم، الأربعاء 1 من آب، أن التحركات تقوم بها جهات مدنية، وتهدف إلى جمع القوى على الأرض لمواجهة القضايا العسكرية والخدمية والاجتماعية، بعيدًا عما يتم رسمه سياسيًا.
ونقل المراسل عن مصدر مطلع، من المشاركين بالتحركات، ترجيحه التوصل إلى اجتماع بين جميع القوى في السويداء (رجال الكرامة، مشايخ العقل، الدفاع الوطني، الحزب القومي، رجال مشايخ العقل) وأطراف أخرى فاعلة في المحافظة، من أجل تنظيمهم وحل الخلافات فيما بينهم، كخطوة لـ “الدفاع عن الجبل”.
وتأتي التحركات الحالية بعد أسبوع من الهجوم الذي بدأه تنظيم “الدولة الإسلامية” على السويداء، وقتل فيه أكثر من 200 شخص بين مقاتل ومدني.
وعقب الهجوم دارت تساؤلات عن المصير الذي ستكون عليه المحافظة في الأيام المقبلة، خاصةً بعد إغلاق ملف الجنوب بالسيطرة على القنيطرة ودرعا، والحديث عن نية نظام الأسد الدخول في مستقبل السويداء والأمور المتعلقة فيها عسكريًا ومدنيًا.
وتشمل التحركات المدنية، بحسب المراسل، زيارة الفرق والجمعيات العاملة على الأرض، ودعوتها لتنسيق جهودها مع القوى الأخرى، بالإضافة إلى وضع مقترحات لتنظيم العمل العسكري في المحافظة، خاصةً على الجبهات الفاصلة مع تنظيم “الدولة”.
واعتبرت هجمات التنظيم في السويداء، الأسبوع الماضي، “حدثًا مفصليًا” في تاريخ المحافظة، إذ لم يمر عليها مثله، كما لم تتلق صدمةً كالتي أحدثها، سواء بالصورة المفاجئة التي سار بها التنظيم، أو عدد الضحايا الكبير.
وطوال السنوات الماضية حُيّدت السويداء عن القرارات والمفاوضات من جانب النظام والمعارضة، أو اهتمامات الدول المؤثرة في الملف السوري، ليبقى مصيرها بعد سبع سنوات من النزاع المسلح غامضًا، وتزداد التساؤلات حوله في الوقت الحالي.
وعقب انتهاء هجوم التنظيم برزت تكهنات عدة عن الأحداث التي قد تمر بها المحافظة في الفترة المقبلة، سواء بتكرار “الأربعاء الأسود”، أو الانتقال إلى صيغة مدنية وعسكرية جديدة للمحافظة ككل.
وكان فصيل “قوات شيخ الكرامة” أعلن النفير العام والحرب على تنظيم “الدولة”، وطالب جميع الفصائل المحلية في محافظة السويداء بتوحيد صفوفها وترك الخلافات، ورفع الجاهزية لحماية المحافظة.
وأشار البيان إلى التخاذل من الجهات التي تدعي حماية المحافظة، مؤكدًا على ضرورة توحيد أبناء الطائفة صفوفهم لمواجهة التنظيم، داعيًا زعماء الطائفة لنصرة المحافظة ودعمها وتسليحها بجميع الوسائل الدفاعية، على أن تستمر في بذل الجهود لاستعادة النساء، اللواتي اختطفهن التنظيم في هجومه.
–