عنب بلدي – العدد 149 – الأحد 28/12/2014
أعلن نظام الأسد والمعارضة السورية السياسية المتمثلة بالائتلاف المعارض استعدادًا أوليًا للمشاركة في لقاء تنظمه موسكو في كانون الثاني المقبل بهدف «إيجاد حل للأزمة السورية»، في حين تمهد اجتماعات في القاهرة لحوار بين المعارضتين الداخلية والخارجية للتفاهم حول رؤيتهم للحل السياسي.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر في وزارة الخارجية قوله «في ضوء المشاورات الجارية بين سوريا وروسيا حول عقد لقاء تمهيدي تشاوري في موسكو يهدف إلى التوافق على عقد مؤتمر للحوار بين السوريين أنفسهم من دون أي تدخل خارجي، تؤكد الجمهورية العربية السورية استعدادها للمشاركة في هذا اللقاء، انطلاقًا من حرصها على تلبية تطلعات السوريين لإيجاد مخرج لهذه الأزمة».
وأضاف المصدر أن سوريا «تؤكد أنها كانت وما زالت على استعداد للحوار مع من يؤمن بوحدة سوريا أرضًا وشعبًا وبسيادتها وقرارها المستقل بما يخدم إرادة الشعب السوري ويلبي تطلعاته في تحقيق الأمن والاستقرار وحقنًا لدماء السوريين كافة».
بدوره صرّح رئيس الائتلاف السوري المعارض هادي البحرة أن الائتلاف سيذهب إلى لقاء موسكو في الـ 20 من كانون الثاني المقبل.
وأكد البحرة بعد اجتماع مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في القاهرة، أن الائتلاف يتمسك بالوثيقة التي تشمل «تشكيل هيئة انتقالية لتولي السلطات استنادًا إلى ما جاء في مفاوضات جنيف وإطلاق سراح المعتقلين»، وقد قدمها فريقه للحل في سوريا كأساس لأي مفاوضات مقبلة، وفق وكالة فرانس برس.
وفي سياق متصل، تستضيف القاهرة حوارًا «سوريًا – سوريًا» بين أطراف المعارضة للتوصل إلى «وثيقة موحدة تعكس رؤيتهم للحل السياسي في سوريا».
وقال بدر عبد العاطي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن وزير الخارجية المصري، سامح شكري، استقبل البحرة والوفد المرافق وتناول اللقاء «تطورات الأزمة السورية والأفكار والجهود المطروحة لتوحيد جهود المعارضة السورية، والتركيز على أطر الحل السياسي لهذه الأزمة بما يضمن لسوريا وحدتها ويحقق آمال وتطلعات الشعب السوري».
وأضاف المتحدث أن الوزير شكري أكد على عناصر الموقف المصري التي تتضمن التأكيد على «أهمية الحل السياسي وعدم إمكانية حل الأزمة عسكريًا في سوريا، وضرورة التوصل إلى نقطة توافق يرتضيها الشعب السوري لحل الأزمة سلميًا».
من جانبه قال منذر خدام رئيس هيئة التنسيق الوطنية، التي يصفها نظام الأسد بـ «المعارضة الداخلية الشريفة»، إن الاجتماع سيمهد للقاء موسكو؛ وأضاف المتحدث باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش أن «المعارضة الداخلية والخارجية قادرتان على طرح أفكار تسمح بالتوصل إلى تسوية للنزاع».
وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قام الشهر الجاري بجولة في المنطقة، شملت شخصيات من المعارضة ونظام الأسد، لكنه قال في بيروت بأن موسكو لم تغيّر موقفها من نظام الأسد، وبحسب برهان غليون عضو الائتلاف المعارض، فإن بوغدانوف قال «الهدف من المبادرة لجمع النظام والمعارضة هي إحراج المعارضة التي لن تنجح بسبب انقسامها في الرد بالإيجاب».
في حين أعلن الأسد في 10 كانون الأول بعد لقاء بوغدانوف أن دمشق «تتعاطى بإيجابية مع مساعي موسكو لإيجاد حل للأزمة».
يذكر أن نظام الأسد يعتبر مسؤولًا عن مقتل أكثر من 200 ألف شخص منذ انطلاقة الثورة في آذار 2011، وما تزال قواته وطيرانه الحربي يقصف المناطق الخارجة عن سيطرته مستهدفًا الأحياء السكنية، تزامنًا مع معارك عنيفة على أكثر من محور ضد قوات المعارضة.