اتفقت الفصائل العسكرية العاملة في محافظة إدلب على توحيد العمل العسكري لها في غرفة مركزية موحدة، كخطوة استباقية لأي هجوم من قبل قوات الأسد.
وقال القيادي في “جبهة تحرير سوريا”، النقيب عبد السلام عبد الرزاق، إن الاتفاق بين الفصائل كان منذ 15 يومًا، وجاء بعد سلسلة اجتماعات أفضت إلى تقسيم جبهات الشمال السوري إلى قطاعات تبدأ من الساحل حتى ريف حلب الشمالي.
وأضاف القيادي لعنب بلدي اليوم، الأحد 29 من تموز، أن الاتفاق ينص أيضًا على تعزيز جبهات الدفاع وخاصة المحاور الخطرة، معتبرًا أن “العمل يسير بشكل جيد”.
وتتزامن الخطوة الاستباقية للفصائل مع الحديث عن نية قوات الأسد والميليشيات المساندة لها بدء عملية عسكرية في محافظة إدلب، بعد الانتهاء من معارك حوض اليرموك في ريف درعا.
وشهد الأسبوع الماضي تطورات عديدة بخصوص إدلب، بدءًا من إخلاء بلدتي كفريا والفوعة، حتى التهديد الأخير لرئيس النظام السوري، بشار الأسد، بأن المحافظة ستكون أولوية لقوات الأسد في المرحلة المقبلة.
وبحسب القيادي العسكري “تم العمل وفق متطلبات المرحلة وربط جميع النقاط والقطاعات والجبهات، بحيث يكون هناك تنسيق على أعلى مستوى وشبه مركزية لقيادة العمليات في المرحلة المقبلة”.
وأوضح أن عمل الفصائل جاء بعيدًا عن المستجدات السياسية، و”هي مستعدة للمواجهة إن كان احتمال وقوعها كبيرًا أو منخفضًا (…) ذلك لا يغير شيئًا باستعداداتنا العسكرية”.
مصدر عسكري مطلع على الاتفاق قال إن دمج العمل العسكري للفصائل جاء تحت ضغط تركي، وشمل جميع الفصائل وهي “جبهة تحرير سوريا”، “الجبهة الوطنية للتحرير”، “هيئة تحرير الشام”، “جيش العزة” العامل في ريف حماة الشمالي.
وأضاف لعنب بلدي أن اجتماعًا جديدًا عقد منذ ساعات بين الفصائل، لم تتبين مخرجاته حتى ساعة إعداد هذا التقرير.
وبحسب المصدر يتمثل الاتفاق بتوزيع المحاور، وطلب المساعدة من جميع الفصائل وقت الحاجة، ووضع قوة مركزية لتحريكها لكل جبهة تحتاج المؤازرة.
وبالتزامن مع هذه التطورات يجتمع قادة فصائل عسكرية عاملة في إدلب في العاصمة التركية أنقرة لبحث مستقبل المحافظة في الأيام المقبلة.
وقال مصدر عسكري مشارك في الاجتماع صباح اليوم لعنب بلدي إن الاجتماع جاء بعد طلب الجانب التركي من الفصائل القدوم إلى أنقرة لبحث الخريطة التي سترسو عليها المحافظة.
بالإضافة إلى الحديث عن المشاركة في النسخة العاشرة من محادثات “أستانة”، والتي ستعقد يوم غد في مدينة سوتشي الروسية.
وتتميز محافظة إدلب عن المناطق المعارضة الأخرى في سوريا بعدة نقاط، فقد تحولت إلى خزان بشري بعد استقبالها الآلاف من المدنيين والعسكريين، بموجب حملات التهجير الأخيرة من محيط العاصمة دمشق، وآخرها من ريف حمص الشمالي.
كما أنها المعقل الأبرز لـ “هيئة تحرير الشام”، التي تصنفها الأطراف الدولية الفاعلة في سوريا على قائمة “الإرهاب”.
–