د. أكرم خولاني
دوفاستون Duphaston هو دواء معروف بين الناس بـ “W”، وهو دواء هرموني يعتمد في تركيبته الأساسية على العنصر النشط ديدروجيستيرون، والذي هو هرمون صناعي مشابه بعمله للهرمون الطبيعي البروجسترون.
هرمون البروجسترون عند النساء هو المسؤول عن صحة بطانة الرحم، وهي من أهم العوامل لحدوث الحمل، حيث ينتج في أوقات محددة من الدورة الشهرية، عادة بعد الإباضة، فيزيد من قابلية بطانة الرحم لاستقبال البويضة الملقحة في حال حدوث التلقيح.
ويحدث ذلك طبيعيًا عن طريق التوازن بين هرموني الأستروجين والبروجسترون، إذ يزيد الأستروجين من سماكة بطانة الرحم، والبروجسترون يلصق الخلايا ببعضها ويملأ الفراغات فيما بينها، مما يجهز البيئة الرئيسية للبويضة الملقحة للتثبت ببطانة الرحم، واستمرار الحمل في حال حدوث التلقيح.
وفي نهاية الدورة الشهرية إذا حصل التلقيح تستمر مستويات هرمون البروجسترون في الجسم مرتفعة، لتبقي على صحة الحمل، أما في حال عدم حدوث التلقيح تنسلخ بطانة الرحم عن الرحم وتفرز خارج الجسم مع دم الطمث، وقد تحدث هذه الحالة نتيجة بعض الاضطرابات حتى مع حدوث الحمل، مما يسبب الإجهاض.
هرمون البروجسترون المصنع ديدروجيستيرون الموجود في دوفاستون يستطيع أن يتحد مع مستقبلات البروجسترون في الجسم، ويعمل معاملة البروجسترون الطبيعي.
لذلك يستخدم دواء دوفاستون في علاج اضطرابات الدورة الشهرية الناتجة عن نقص البروجستيرون في الجسم، كما يعطى في الحمل لتثبيت البطانة الرحمية ومنع انسلاخها عن الرحم، وبالتالي تثبيت الحمل وتعزيزه.
دواعي استخدام دوفاستون
- آلام شديدة ومستمرة في البطن خلال أشهر الحمل الأولى.
- حدوث نزيف في الحمل (التهديد بالإجهاض).
- وجود إجهاضات سابقة متكررة.
- مشاكل الحيض (نزيف حاد، آلام الطمث، انعدام الطمث، عدم انتظام الطمث).
- مشاكل بطانة الرحم وحالات العقم عند النساء.
- متلازمة أعراض ما قبل الطمث.
- انتباذ بطاني رحمي (Endometriosis).
- لحماية غشاء الرحم عند أخذ العلاج الهرموني البديل – HRT (كإضافة للإستروجين) بعد انقطاع الطمث.
معلومات صيدلانية
دوفاستون متوفر على شكل حبوب فموية بعيار 10 ملغ، أو على شكل حقن عضلية، وعادة يحدد الطبيب المعالج استخدام الحبوب أو الحقن حسب حالة المريضة، تؤخذ الحبوب بغض النظر عن وقت الطعام، وتختلف الجرعة ووقت أخذ الدواء بحسب الحالة:
عسر الطمث: يتم تناول قرص واحد، كل 12 ساعة، من اليوم الخامس من الدورة الشهرية، وحتى اليوم الخامس والعشرين منها، أو طوال فترة الدورة.
النزيف غير المنتظم: لوقف النزيف يؤخذ قرص واحد كل 12 ساعة لمدة تتراوح بين 5 – 7 أيام، أما لتجنب حدوث النزيف فيؤخذ قرص واحد كل 12 ساعة، من اليوم الحادي عشر حتى اليوم الخامس والعشرين من الدورة الشهرية.
انقطاع الطمث: يوصف عادة مع الأستروجين، حيث يؤخذ قرص واحد من الأستروجين يوميًا، حتى اليوم الخامس والعشرين من الدورة الشهرية، وقرص واحد من دوفاستون مرة كل 12 ساعة، وذلك من اليوم الحادي عشر إلى اليوم الخامس والعشرين من الدورة الشهرية.
الدورات غير المنتظمة: يؤخذ قرص واحد، كل 12 ساعة، من اليوم الحادي عشر حتى اليوم الخامس والعشرين من الدورة الشهرية.
احتمال الإجهاض: يؤخذ أربعة أقراص مرة واحدة، ومن ثم قرص واحد كل 8 ساعات، حتى انتهاء أعراض الإجهاض.
حالات الإجهاض المتكرر: يؤخذ قرص واحد كل 12 ساعة، حتى الأسبوع العشرين من الحمل.
حالات العقم: يؤخذ قرص واحد يوميًا، من اليوم الرابع عشر حتى اليوم الخامس والعشرين من الدورة الشهرية، ولمدة ست دورات متتالية، وعند حدوث الحمل، يفضل متابعة أخذ الدواء حتى الأسبوع العشرين من الحمل.
ملاحظات
قد يؤدي استخدام دوفاستون إلى بعض الآثار الجانبية مثل الصداع، الغثيان، الدوخة، جفاف الفم، كثرة التبول، عطش، فقدان الشهية، زيادة الوزن، الانتفاخ، اضطرابات النوم، تساقط الشعر، ردود فعل جلدية كالطفح الجلدي والحكة، ألم في الثديين.
استخدام دوفاستون في أثناء الحمل قد يسبب تشوهات في الجنين (فئة D)، ولكنه يستخدم حتى الأسبوع العشرين من الحمل للوقاية من الإجهاض.
يجب تجنب استخدام دوفاستون في أثناء الرضاعة، إذ قد تنتقل كميات صغيرة منه إلى حليب الأم وتصل للرضيع، ولكن ليس هناك أي آثار جانبية معروفة قد تسبب الضرر للطفل.
لا ينصح باستخدامه من قبل السيدات تحت الثامنة عشرة من العمر، لعدم التأكد من سلامة استخدامه من قبلهم.
أخيرًا ننبه إلى أن الاستعمال المستمر بالتشارك مع مركب إستروجيني يزيد خطر الإصابة ببعض الأمراض مثل أمراض القلب، السكتة الدماغية، مشاكل الأوعية الدموية (في الرئتين أو في الساقين)، ارتفاع ضغط الدم، سرطان الثدي، سرطان المبيض، سرطان الرحم، و الخَرَف، ويزيد خطر حدوث هذه الحالات عند وجود التدخين.