عنب بلدي – العدد 149 – الأحد 28/12/2014
أسامة نعناع
أعلن في حلب قبل بضعة أيام عن تحالف جديد أطلق عليه اسم «الجبهة الشامية»، والمؤلف من: جيش المجاهدين، حركة نور الدين الزنكي، تجمع «فاستقم كما أمرت»، جبهة الأصالة والتنمية، بالإضافة إلى الجبهة الإسلامية.
الجبهة الإسلامية التي أعلن عنها بعيد استشهاد عبد القادر الصالح (حجي مارع) منذ أكثر من عام، تضم أيضًا كلًا من لواء التوحيد، حركة أحرار الشام الإسلامية، لواء الحق، أنصار الشام، جيش الإسلام، الجبهة الإسلامية الكردية وصقور الشام.
وتنضوي تحت كل فصيل أو تجمع أو لواء من المذكورين عدة كتائب ومجموعات صغيرة لا حصر لها.
فهل نفهم من الإعلان الأخير عن ولادة «الجبهة الشامية» التي تضم كل ما ذكر أعلاه، أن هناك خللًا ما في عمل الجبهة الإسلامية ليأتي تجمع أكبر وأشمل ليضم الجبهة الإسلامية وألوية أخرى تحت راية جديدة؟
أم أن هناك أمورًا تخفى علينا نحن «العامة»، ولا نستطيع إدراكها بإمكانياتنا المتواضعة؟
في ظل الأحداث الأخيرة وغير الجديدة أصلًا على الساحة الحلبية، وخصوصًا ما تردد أخيرًا عن محاولة النظام تطويق حلب المدينة وإحكام سيطرته عليها، تمهيدًا لحل يشبه إلى حد كبير ما قام به النظام في حمص القديمة، عن طريق قطع الطريق الوحيد الذي يصل حلب المدية بريفها الشمالي (طريق الكاستيلو) والذي يعتبر رئة حلب؛ لابد من عمل عسكري موحد يجمع كل الفصائل المقاتلة لإيقاف تقدم قوات الأسد ومنعها من تحقيق مبتغاها.. هذا الأمر بالتأكيد لا يختلف عليه عاقلان.
السؤال الهام هنا: ألم نتعلم من كثرة التجارب التي مررنا بها في الثورة التي قارب عامها الرابع على الانتهاء، أن يكون عملنا «فعلًا» لا «ردة فعل»؟
لم الانتظار لأي فعل يقوم به النظام ليتنادى الجمع لتوحيد الصفوف ورصها؟
لم لا نكون نحن المبادرين بدل أن ننتظر الأحداث تسوقنا حسب معطياتها فنخرج بمبادرة هنا وتجمع هناك، قد يكون ضرره أكثر من نفعه بكثير وربما يكون توحيدًا «آنيا»، ليس إلا، ليضمحل فيما بعد لانتهاء مسببه.
عادة تكون ردات الفعل غير مدروسة لأنها تأتي متسرعة لدفع البلاء بأي طريقة وستكون النتائج، أقل ما يمكن قوله، إنها غير مضمونة.
إن كثرة الرايات واللواءات هو أحد أهم أسباب عدم إنهاء تواجد النظام لا سيما في حلب، وإذا لم يجمع الجمع على راية واحدة وهدف واحد لن يكون هناك تقدم فعلي على الأرض، وستكون كل هذه «التوحدات» تحصيل حاصل وردة فعل «آنية» لا تسمن ولا تغني من جوع، وستستمر معاناة الشعب المكلوم.