المسيح السوري.. في ذكرى ميلاده
التصعيد الأخير في وتيرة المجازر التي يرتكبها نظام الأسد بحق السوريين أثبت أن دمويته لا توقفها أعياد ولا مناسبات، بل تزداد معها، فالمجازر التي ارتكبت بحق الأطفال والمدنيين في سراقب ودوما والباب، والإعدام بدم بارد لعائلات قررت الهرب بنفسها من القصف لتنال الموت على عتبات حواجز النظام غدرًا، قرب بلدة زبدين في الغوطة الشرقية.
وفي ذكرى ميلاد المسيح، واحتفالات العالم برسول السلام، تحرم سوريا من السلام لعامها الرابع، فالدم السوري البريء لا زال يستباح كل لحظة بطائرات الحقد التابعة لجيش النظام وقوات التحالف الدولي، التي تسرح في سماء سوريا، وتهدي السوريين صواريخ وبراميل وتتركهم أشلاء، في وقت يفترض أن تسرح فيه حيوانات الرنة التي تحمل هدايا من «بابا نويل».
إلى ذلك يغلب لون الدم على المناطق التي يسيطر عليها تنظيم البغدادي، الذي يحكم بالسيف والذبح، وإقامة الحدود على أهل السنة أنفسهم، أمام عشرات الأطفال المجندين في صفوفه.
الناس أحرار في عيدهم ولن ينغص أحدٌ فرحتهم، لكن الملفت أن الدماء التي تسفك في كافة أرجاء سوريا لم تمنع المحتفلين في دمشق والمناطق الخاضعة لسيطرة النظام من نصب شجيرات الميلاد وتزيينها بأبهى الحلل والاحتفال الصاخب في الشوارع، ولم يذكرهم اللون الأحمر الطاغي على الزينة بدماء سوريين أمثالهم تهدر دون سبب في بلد يتشاركون فيه الأرض والسماء.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :