أحمد الشامي
حين يواجه المؤمن تحديًا يحتاج للشجاعة والإقدام فإنه يصيح «الله أكبر» بما مؤداه أن الله جل جلاله أكبر من الطواغيت، وأن المؤمن يستعين بالخالق لنصرته ضد الظالمين. هذا ما فعله الشاب المقدام في الغوطة حين رمى قنبلة يدوية في سبطانة دبابة، ومثله البطل الذي يدك حصون الطغاة ويستشهد في سبيل درء الشر عن أهله.
لكن، يبدو أن هناك «مؤمنين» لديهم وجهة نظر مختلفة، فالرجل الذي داهم المارة في «ديجون» الفرنسية صاح «الله أكبر» وكأن الأبرياء هم جحافل «المجوس والكفرة». كذلك فعل آخر «اقتحم» بسيارته سوقًا في «نانت» كان يتبضع فيها جيرانه وأصدقاء طفولته ممن احتضنوه وعاملوه كأخ وصديق، لكي يكتمل «الكاريكاتور» الانتحاري قام صاحبنا بطعن نفسه بالسكين بعد فعلته الشنعاء.
كذلك «ذباح» داعش الغضنفر يصيح «الله أكبر» وهو يجز أعناق العزل.
أيضًا في باكستان، قامت مجموعة من «الأبطال» مفتولي العضلات والشوارب بغزو «دار الكفر والفجور» في «بيشاور» واحتجاز «الفاسقين والمرتدين» من طلاب مدرسة ابتدائية. هؤلاء، أيضًا، كانوا يصيحون «الله أكبر».
منذ متى أصبح الجيران والمارة العزل والمتسوقون وطلاب المدارس «طواغيت» وكفرة؟ ومتى أصبح من واجب المسلم «الشهادة» من أجل ذبحهم؟
هل على المسلمين أن يهجروا القرآن والسنة لاتباع خزعبلات «الخليفة إبراهيم» و «العدناني» الذي أفتى بوجوب «دهس» الجيران و «دفعهم من شاهق»؟
ليس المسلمون المتطرفون وحدهم من يقترفون الجرائم، ففي أحد أرقى بلاد العالم، «النرويج»، قام معتوه باغتيال «أجانب» من المسلمين. الفرق هو أن «النرويج» بقضها وقضيضها قامت ولم تقعد احتجاجًا على الجريمة ولم يوزع أحد الحلوى ابتهاجًا بقتل «البرابرة الغزاة»، وانتهى الأمر بالمأفون النرويجي إلى المكان المناسب لأمثاله… في»العصفورية».
ما الفرق بين المجنون النرويجي وبين «أبطال البغدادي»؟ أليس مكان هؤلاء جميعًا هو في مصحات للأمراض العقلية؟ باستثناء «الخليفة» طبعًا، وهو بالتأكيد صحيح العقل بدلالة تمتعه بالسلامة وبالأموال والزوجات والدعم الاستخباراتي، على حساب «معتوهين» يظنون أن الجنة هي تحت أقدام «الخليفة» وزبانيته.
أين شيوخ وعقلاء المسلمين للانتفاض ضد هذا التسفيه للدين الحنيف؟ أم أنهم مشغولون بفتاوى الحيض والنفاس وإرضاع الكبير؟
ربنا لاتؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.
أين شيوخ وعقلاء المسلمين للانتفاض ضد هذا التسفيه للدين الحنيف؟ أم أنهم مشغولون بفتاوى الحيض والنفاس وإرضاع الكبير؟
ربنا لاتؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.