استبعد رئيس “الهيئة العليا للمفاوضات”، نصر الحريري، بدء عملية عسكرية من جانب قوات الأسد على إدلب، معتبرًا أنها “لن تكون سهلة”.
وفي لقاء مع وكالة “فرانس برس” اليوم، الجمعة 27 من تموز، قال الحريري “لا شك لدي بأن لدى النظام وإيران رغبة قوية بفتح معركة عسكرية في إدلب، لكن أعتقد أن هذا الأمر لن يكون متاحًا لهما”.
وأضاف، “نتبع كل الإجراءات لحماية إدلب والمدنيين فيها بالتعاون مع تركيا كدولة ضامنة، من أجل تجنيبها المصير العسكري”، مشيرًا إلى نقاشات تجريها تركيا مع روسيا كونها اللاعب الأكبر في الملف السوري.
وتستحوذ محافظة إدلب على المشهد السوري، بعد الحديث عن نية قوات الأسد والميليشيات المساندة لها بدء عملية عسكرية بعد إغلاق ملف الجنوب السوري.
وكان رئيس النظام السوري، بشار الأسد هدد أمس الخميس بعملية عسكرية على المحافظة، معلنًا أنها أولوية لقوات الأسد في المرحلة المقبلة.
وتحدث الحريري عن عوامل تحول دون شن هجوم عسكري على إدلب، بينها أن “المعركة لن تكون سهلة، مع وجود عشرات آلاف المقاتلين من أهالي المنطقة أو الذين تم تهجيرهم من مناطق فرضت عليها التسويات”.
واعتبر أن “خيار التهجير” لن يكون ممكنًا “إلا إذا أرادت روسيا أن تهجرهم خارج سوريا وهذا مستحيل، ومن شأنه أن يضع المقاتلين أمام معادلة واحدة هي القتال حتى النهاية”.
وقال، “سيؤدي ذلك إلى حرب استنزاف طويلة الأمد (…) ليس من السهل لأي طرف أن يحسمها، وقد تؤدي إلى كوارث على المستوى المدني وبالتالي ستعيق الوصول إلى حل سياسي”.
ومنذ مطلع العام الحالي، ثبت الجيش التركي 12 نقطة مراقبة في إدلب، بموجب اتفاق “تخفيف التوتر” الذي اتفقت عليه الدول الضامنة (تركيا، إيران، روسيا).
وركز الجيش التركي في انتشاره بإدلب على اختيار المناطق “الاستراتيجية” للتثبيت فيها، اعتمادًا على قربها من نفوذ قوات الأسد وحليفته روسيا، أو الجغرافيا التي تشكلها من حيث الارتفاع والإطلالة العسكرية.
الحريري رأى أن “المعارضة تراجعت كثيرًا عسكريًا، وبقي أمامها المسار السياسي الذي يتم فيه تطبيق بيان جنيف والقرار 2254″، اللذين ينصان على مرحلة انتقالية في سوريا يتم خلالها تشكيل حكومة تضم ممثلين عن الحكومة والمعارضة، وإجراء انتخابات.
وأشار إلى أن “معركة إدلب لها حسابات أخرى مختلفة”.
وحتى اليوم لم يتضح المصير الذي ينتظر إدلب في الأيام المقبلة، خاصةً بعد معلومات نشرتها وكالات روسية عن تحضير قوات الأسد لعملية عسكرية في الريف الغربي لإدلب حتى ريف اللاذقية.
–