عنب بلدي – العدد 149 – الأحد 28/12/2014
خورشيد محمد – الحراك السّلمي السّوري
أهمية التغيير
{وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} (الشورى، 30). الله يعفو عن الكثير ويحاسب على القليل، لأن الهدف هو تغيير الخلُق الذي أدى إلى الأخطاء المتكررة، وليس لله سبحانه حاجة في عذابنا ليحاسبنا على الأخطاء نفسها. أما إذا لم نتعلم من الدرس ونتوجه إلى أنفسنا بالمساءلة، بل أبينا إلا أن نرمي التهمة للخارج، فإن البلاء يتكرر لأنه لم يؤد غرضه ولم نفهم المغزى والدرس، ومع التكرار تقسو القلوب حتى تموت، ويتحول الفرج إلى استدراج، فاغتنم أول الابتلاء والقلب لا يزال طريًا، وابدأ بنفسك لتصبح بقية قصة التغيير تفاصيل، وسارع لأنك إن لم تفعل سيأتي الفرج بكل الأحوال وسيرفع البلاء لكنه لن يكون فرجًا، بل استدراجًا وفتنة. {فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ} (الأنعام، 44).
لا منّة لأحد
لنذكر ضرورة عدم المزاودة على بعضنا البعض، وعدم تصنيف الناس بحسب عدد الشهداء في عائلتهم أو عدد المسجونين، ولكن بحسب الجهد الذي يبذلونه وفق الإمكانيات المتاحة {الذين لا يجدون إلا جهدهم} (سورة التوبة، 79). ولنحذر أن يتحول تطفيفنا إلى نوع من السخرية الضمنية فيسخر الله منا. إذا لم يعمل الطبيب مات المرضى، وإذا لم يعمل عامل التنظيفات مات الناس كلهم من التعفن والأوساخ. وهذا لا يجعل الطبيب أفضل من عامل التنظيفات أو العكس. كلنا في ميدان واحد وعلى خط دفاع واحد. دورنا متكامل ونحن كالبنيان يشد بعضه بعضًا. من جاهد فإنما يجاهد لنفسه يا إخوة، لا منة لأحد. من يمنن سيستكثر عمله ومن ثم يتجمد ويتوقف عن النمو ولذلك طولبنا بالصبر {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ * وَلا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ * وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ} (سورة المدثر، 1-7).