استفاقت محافظة السويداء اليوم، الأربعاء 25 من تموز، على هجمات “انتحارية” مفاجئة شنها تنظيم “الدولة الإسلامية”.
الهجمات كانت عبر دخول عناصر التنظيم إلى قرى المتونة وشبكي وطربا وداما والشريحي والغيطة بشكل مفاجئ بريف المدينة، إضافة إلى تسلل انتحاريين إلى داخل المدينة وإطلاق الرصاص والقنابل بشكل عشوائي، ما أدى إلى مقتل 38 شخصًا في حصيلة أولية.
وحملت الهجمات المفاجئة للتنظيم تساؤلات عن أسبابها وأهدافها في هذا التوقيت، الذي يحاول النظام السوري فيه بسط نفوذه بشكل كامل في المنطقة الجنوبية بما فيها مدينة السويداء.
واتهم ناشطون في مدينة السويداء النظام السوري بتدبير هجمات التنظيم، في ظل وجود عدد من المؤشرات الدالة على ذلك.
المؤشر الأول كان في 22 من أيار الماضي، عندما نقل النظام السوري عناصر تنظيم “الدولة” من جنوبي دمشق إلى البادية في محيط السويداء، ضمن اتفاق غير رسمي.
ونقل النظام حينها عددًا يتراوح بين 800 وألف عنصر من مقاتلي التنظيم في 40 شاحنة بحراسة شديدة، إلى منطقة الأشرفية والعورة، على بعد أقل من عشرة كيلو مترات من ريف السويداء الشمالي الشرقي.
وطرحت حينها عدة أسئلة حول الهدف من نقلهم إلى قرب السويداء.
المؤشر الثاني كان في 27 من حزيران الماضي، عندما سحب النظام السوري جزءًا كبيرًا من قواته من بادية السويداء إلى محيط ريف درعا الشرقي من جهة مدينة بصرى الشام، من أجل فتح محور ضد فصائل المعارضة المتواجدة في درعا حينها.
انسحاب قوات الأسد أدى إلى انخفاض وتيرة المعارك مع التنظيم بعد أيام من اندلاعها بهدف طرد الأخير من المنطقة التي يسيطر عليها التنظيم، وتقدر بمساحة 50% من بادية السويداء، ويتمركز مقاتلوه بشكل أساسي في المناطق الوعرة منها.
وبعد سيطرة قوات الأسد على محافظة درعا بالتوصل إلى اتفاقات “تسوية” مع فصائل المعارضة، توجهت الأنظار إلى مدينة السويداء التي عاشت حالة من الاستقلالية والحرية داخل حدودها، منذ نشأة حركة “رجال الكرامة” في 2014، في محاولة للنظام بإعادة نفوذه وكلمته إلى المدينة.
المؤشر الثالث كان زيارة الوفد الروسي إلى السويداء، في 23 من حزيران الماضي، واجتمع الوفد حينها بشكل مغلق مع مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز، وناقش الاجتماع مستقبل المحافظة.
ونقلت شبكة “السويداء 24” عن مصادرها أن الروس تحدثوا في تصورهم عن وجود منظمات “إرهابية” في المحافظة، وضمنهم حركة “رجال الكرامة”، وعن الحلول الأمنية التي يمكن اتخاذها أو عقد المصالحات في المنطقة.
وبعد السيطرة على درعا عاد الروس مرة أخرى برئاسة ضابط رفيع المستوى برتبة عقيد وبرفقة الشرطة العسكرية.
وعرضت “السويداء 24” تفاصيل الحديث الذي دار خلال الزيارة، وقال العقيد الروسي إنه من المكلفين بمحاربة “الإرهاب” في سوريا، وجاء إلى السويداء بتكليف رسمي لنقل مقترحات وجهاء ومشايخ المحافظة في العديد من القضايا إلى القيادة الروسية، لإيجاد حلول لها.
في حين دار الحديث في الاجتماع عن عدد من القضايا منها أوضاع الفصائل المحلية المسلحة التي لا ترتبط بالنظام السوري، والحلول المقترحة لها، وقضية التخلف عن الخدمة في الجيش، وإيجاد حلول لظاهرة انتشار السلاح العشوائي.
وعقب الاجتماع أفاد مراسل عنب بلدي في السويداء أن الشيخ نزيه جربوع، المقرب من يوسف الجربوع، سحب الأسلحة التي وزعها في السنوات الماضية على الشباب في بعض القرى والبلدات، دون معرفة الأسباب.
المؤشرات السابقة دفعت البعض في المدينة إلى اتهام النظام السوري بأنه سهل لعناصر التنظيم الدخول إلى المحافظة وشن هجمات، من أجل تبرير دخوله رسميًا إلى المنطقة بذريعة طرد التنظيم وبسط نفوذه بشكل كامل.
المعارض ماهر شرف الدين الذي ينحدر من السويداء، أعاد نشر تغريدة سابقة له حول سبب نقل النظام السوري عناصر التنظيم من جنوبي دمشق إلى ريف السويداء.
في حين قال المعارض وليد البني إنه بـ “التعاون بين داعش ونصر الله وأجهزة الأسد النزيف السوري مستمر، رحم الله شهداء السويداء وشفا جرحاها”.
الصحفي السوري، مالك أبو الخير، الذي ينحدر من السويداء، أشار إلى أن ما حصل اليوم هو رد على قرار رفض مشاركة شباب السويداء في المعارك والبقاء ضمن الجبل”.
–