نفى الشرعي في “هيئة تحرير الشام”، أبو الفتح الفرغلي، تقديم تنازلات في محافظة إدلب، فيما يتعلق بالاندماج مع فصائل أخرى أو القبول بخطة تركية لمستقبل المنطقة.
واعتبر الفرغلي عبر حسابه الرسمي في “تلغرام” اليوم، الثلاثاء 24 من تموز، أن الخطة التركية التي دار الحديث عنها، أول أمس الأحد، لإنقاذ إدلب عبارة عن “إشاعات غرضها الأساسي زعزعة ثقة المجاهد في نفسه وقيادته وجهاده”.
وقال إن “تحرير الشام” لن تتنازل عن “تحكيم شرع الله وإعلاء كلمته، وعن الحفاظ على أهل السنة في الشام، وعن الجهاد والسلاح كوسيلة لتحقيق الأهداف”، بحسب تعبيره.
وقدمت تركيا ورقة لروسيا تتضمن خطة لإنقاذ محافظة إدلب من هجوم محتمل من جانب قوات الأسد والميليشيات المساندة لها.
وعرضت صحيفة “الشرق الأوسط” اليوم، 22 من تموز، مضمون الخطة المسماة “الورقة البيضاء لمحافظة إدلب”.
وجاء فيها إعادة التيار الكهربائي والمياه وعودة المرافق الحياتية والخدمية وفتح طريق حلب- دمشق وإزالة السواتر والحواجز من منطقة دارة عزة نحو حلب الجديدة.
وقالت الصحيفة إن تركيا دعت جميع الفصائل والهيئات والتجمعات في شمال سوريا وأهمها “تحرير الشام” و”حكومة الإنقاذ” و”الائتلاف الوطني السوري” و”الحكومة المؤقتة” وباقي الفصائل إلى مؤتمر عام يعقد خلال أسبوعين لمناقشة مستقبل إدلب على ضوء التطورات الأخيرة.
وأشارت نقلًا عن مصادر أن تركيا ستطلب من الجميع تسليمها السلاح الثقيل والمتوسط لتقوم بجمعه وتخزينه لديها، على أن يتم الإعلان عن تأسيس ما يسمى “الجيش الوطني” من جميع الفصائل، وتأسيس هيئة موحدة للكيانات غير العسكرية تنفذ مهام مدنية وخدمية بإشراف وإدارة تركيا.
واتجهت الأنظار إلى إدلب في الأيام الماضية بعد الانتهاء من ملف الجنوب السوري، والحديث عن نية قوات الأسد بدعم روسي بدء عملية عسكرية في الأيام المقبلة.
وبحسب معلومات حصلت عليها عنب بلدي في وقت سابق، تعيش “الهيئة” انقسامًا بين تيار يريد إنهاء العزلة الدولية، وتيار يريد قتال تركيا والفصائل التي تدعمها كـ “أحرار الشام” و”الجيش الحر”.
وكان الشرعي السعودي عبد الله المحيسني يقود التيار المناهض للاقتتال الداخلي، إلى جانب الشرعي العام “أبو الحارث المصري”.
بينما يصر القائد العسكري العام، “أبو محمد الجولاني”، والشرعي عبد الرحمن عطون (أبو عبد الله الشامي)، وقائد قطاع حماة “أبو يوسف حلفايا”، على موقفهم من التدخل التركي ومن بقية الفصائل في المحافظة، إلى جانب الشرعيين المصريين الثلاثة “أبو الفتح الفرغلي”، و”أبو اليقظان المصري”، و”أبو شعيب المصري”.
وكانت عنب بلدي ذكرت، في أيار الماضي، أن قادة من “تحرير الشام” اجتمعوا في تركيا بعد يوم من اتفاق وقف الاقتتال، ودار الحديث عن طلب تركيا منهم الاستعداد للمرحلة المقبلة المتمثلة بالاندماج مع بقية الفصائل العسكرية، والقضاء على الشخصيات والأطراف التابعة للتيار القاعدي.
وبحسب ما قالت مصادر عسكرية (طلبت عدم ذكر اسمها) حينها، انتقل القادة عبر طائرات هيلوكوبتر من مطار أنطاكيا إلى اسطنبول، دون ورود أي تفاصيل أخرى عن الاجتماع الذي ضم الطرفين.
–