الناشط اللاعنفي يحيى شربجي شهيدًا تحت التعذيب

  • 2018/07/23
  • 8:05 م
الناشط السياسي السوري يحيى شربجي (فيس بوك)

الناشط السياسي السوري يحيى شربجي (فيس بوك)

“أن أكون مقتولًا أفضل من أن أكون قاتلًا”، قال هذه الكلمات يحيى شربجي، وقد تكون أفضل تعبير عن ناشط سياسي لا عنفي اعتقله النظام السوري وأعدمه في المعتقل.

وأعلنت عائلة الناشط السياسي السوري، اليوم 23 من تموز، تلقيها تأكيدًا لأنباء مقتله تحت التعذيب في سجون النظام السوري، إلى جانب شقيقه معن (محمد طه) شربجي، اللذين اعتقلهما فرع المخابرات الجوية إلى جانب غياث مطر في 6 من أيلول 2011.

وأوضحت العائلة أن يحيى قتل في 15 من كانون الثاني 2013، بينما قتل معن في 13 من كانون الأول من نفس العام.

كان يحيى من أكثر الناس حرصًا على أن تبقى المظاهرات ضد النظام السوري عام 2011 سلمية، وكان رده على سؤال في لقاء على قناة “العربية” عن توزيع المياه والورود على قوات الأمن والجيش بالرغم من عمليات القمع العنيف “كيف استطاع النظام أن يشوه الناس إلى هذا الحد؟ بحيث يجعل ذلك الشبيح قادرًا على أن يقتل إخوته في الوطن، لقد خرب النظام الناس من الداخل”.

وأضاف، “إصرارنا على السلمية، حتى نبني سوريا الجديدة بلا عنف، سوريا التي تستطيع أن تحل مشاكلها الداخلية بالعقل، وليس بالسلاح كما اعتاد هذا النظام أن يحل مشاكله مع الناس، فعندما نقدم الورود فنحن نقدمها لأنفسنا بدايةً”.

ويوجد في داريا أكثر من ألفي معتقل موثقين بالاسم في أفرع المخابرات السورية، بحسب بيانات مجموعة “معتقلي داريا”، التي تضم ناشطين متخصصين بمتابعة قضاياهم.

وفي عامي 2011 و2012، اعقتلت أجهزة الأمن عددًا كبيرًا من قيادات الصف الأول في الحراك السلمي، لا يزال مصيرهم مجهولًا، وبدأت تتوارد إلى دائرة النفوس، في الأيام القليلة الماضية، أسماء معتقلين قتلوا تحت التعذيب، بعد سنوات من انتظارهم.

بدأ يحيى نشاطه الاجتماعي والسياسي في عام 2003، بفعاليات اجتماعية تؤكد على أولوية البدء بالتغيير من مستوى الأفراد، وأعلن مع مجموعة من الناشطين في داريا، ينتمون إلى مدرسة المربي عبد الأكرم السقا، عن مشروع “حتى يغيروا ما بأنفسهم”.

وكان هذا المشروع يدعو إلى الامتناع عن الرشوة وتنظيف شوارع وقطاعات المدينة ومقاطعة المنتجات الأمريكية، لتعتقله أجهزة الأمن في 3 من أيار 2003، وقضى سنتين ونصف من الاعتقال التعسفي، بعد محاكمة ميدانية سرية حُكم عليه فيها بالسجن لأربع سنوات، وتم تجريده من حقوقه المدنية ومنعه من السفر.

ومع مطلع 2011 انخرط يحيى في الثورة السورية، وشارك في إدارة الحراك في داريا، مطالبًا بإبقائه بداية عند حدود مطالب التغيير والإصلاح، ورافضًا أي سلوك ينضوي في إطار التخريب أو استهداف من كانوا يوصفون بأنهم “عملاء” للنظام.

وشارك في مناظرات في المركز الثقافي في المدينة الذي احتضن نقاشات وحوارات بشأن الثورة وأهدافها، والتي ركز فيها على شروط التغيير وآلياته محددًا فيها مطالب الحرية والكرامة والديمقراطية التي يريدها المتظاهرون في سوريا، لوطن يتسع للجميع.

أما شقيقه معن، فشارك في المظاهرات الأولى المطالبة بالحرية، واعتقل من مسجد عبد الكريم الرفاعي في كفرسوسة، في الأول من نيسان 2011، وخرج بعد أيام.

وفي 6 من أيلول 2011، قامت المخابرات الجوية بعد عملية تعقب طويلة بمداهمة منزل كان يتوارى فيه معن مع صديقيه مازن زيادة ومحمد تيسير خولاني واعتقلتهم جميعًا، ثم أجبرته على الإيقاع بشقيقه يحيى بعد تهديده بالقتل وإجباره على الاتصال به والادعاء بأنه مصاب وبحاجة لنجدة عاجلة، ليقع يحيى وغياث مطر في قبضة المخابرات إثر الكمين أيضًا.

ومع غياب الأرقام الرسمية، وثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” وجود أكثر من 118 ألف معتقل سوري بالأسماء، 88% منهم موجودون في معتقلات النظام السوري، لكن التقديرات تشير إلى أن العدد يفوق الـ 215 ألف معتقل.

كما وثقت مقتل أكثر من 13 ألف شخص تحت التعذيب في سوريا، 99% منهم أيضًا على يد النظام.

مقالات متعلقة

معتقلون وسجون

المزيد من معتقلون وسجون