بعد اعتزال مسعود أوزيل.. هل ظلمه الألمان؟
أعلن النجم الألماني ذو الأصول التركية مسعود أوزيل اعتزاله اللعب مع المنتخب الألماني، الأحد 22 من تموز، بسبب “العنصرية” التي تعرض لها مؤخرًا على خلفية صورة جمعته مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.
القضية الأولى
أثار التقاط اللاعب الألماني مسعود أوزيل وزميله أولكاي غاندوغان صورًا مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، جملة انتقادات واسعة من جماهير ولاعبين، لما اعتبروه أنه “عدم ولاء لألمانيا”.
وكانت ردود الفعل ضد اللاعبين واضحة خلال اللقاءات التي جمعت المنتخب الألماني مع أكثر من منتخب في المواجهات التحضيرية، لا سيما اللقاء الذي جمع “المانشافت” مع المنتخب السعودي، إذ كانت صافرات الاستهجان تعلو كلما تسلم أوزيل أو غاندوغان الكرة.
وأبدت الجماهير ومجموعة من السياسيين الألمان غضبهم من الصورة مع أردوغان، وتعرضت لانتقادات من سياسيين والاتحاد الألماني للعبة، الذي قال إن الرئيس التركي “لا يحترم القيم الألمانية بما يكفي”.
وتدهورت العلاقات بين ألمانيا وتركيا خلال العامين الماضيين، بسبب ما قالت برلين إنها “حملة قمع تنفذها حكومة أردوغان لمن يشتبه في ضلوعهم في محاولة انقلاب عسكري فاشلة في تركيا”، في تموز 2016.
واعتبر أوزيل، في بيان عبر “تويتر”، أن التقاط صورة مع الرئيس التركي لا يمت للسياسة أو الانتخابات بصلة، مؤكدًا أنه على علاقة “باحترام أعلى المناصب” في بلد عائلته.
وقال في بيانه “وظيفتي هي لاعب كرة قدم ولست سياسيًا، اجتماعنا لم يكن دعمًا لأي سياسات”.
أوزيل يخرج عن صمته بالاعتزال
وخرج اللاعب عن صمته بعد أشهر من الحادثة تسببت بالكثير من ردود الفعل في الشارع الألماني بشأن مستوى اللاعب، وما زاد المشكلة هو خروج المنتخب الألماني، حامل اللقب 2014، من الدور الأول ما جعل رئيس الاتحاد الرياضي الألماني راينهارد غريندل يضع باللائمة على اللاعب في الأداء السيئ للمنتخب.
وكتب أوزيل، “أشعر أنني غير مرغوب به، واعتقد أن كل ما حققته منذ مشاركتي الأولى مع المنتخب في 2009 تم نسيانه”.
وأضاف “أصحاب الخلفية العنصرية لا يجب السماح لهم بالعمل في أكبر اتحاد كرة القدم في العالم، يوجد فيه لاعبون من أصول مزدوجة”.
وتابع “بحزن بالغ وبعد فترة تفكير طويلة بسبب الأحداث الأخيرة لن ألعب مع ألمانيا على المستوى الدولي مرة أخرى، بسبب شعوري بإهانة عنصرية وعدم احترام”.
وقال أوزيل، “في عين غريندل ومسانديه أنا ألماني عندما نفوز، ومهاجر عندما نخسر”.
وجاء البيان الذي نشره مسعود أوزيل وسط مناقشات سياسية حول تدفق المهاجرين إلى ألمانيا وصعود اليمين المتشدد على حساب الأحزاب التقليدية.
وأضاف اللاعب، “هل لأنها تركيا؟ هل لأنني مسلم؟ أعتقد أن المشكلة الأساسية تكمن هنا”.
وأشار إلى أنه لا يستطيع قبول “إلقاء وسائل إعلام ألمانية باللائمة مرارًا وتكرارًا على إرثه المزدوج، واعتباره نموذجًا مصغرًا لفشل الفريق ككل في كأس العالم”.
الموقف الرسمي التركي يدخل إلى الخط
دخلت تركيا على خط النقاش الساخن حول قضية أوزيل، وأشاد وزارء أتراك بقرار اللاعب بسبب “العنصرية”.
وغرد وزير العدل التركي، عبد الحميد غل، عبر “تويتر”، اليوم الاثنين 23 من تموز، “أهنئ مسعود أوزيل الذي سجل بقراره ترك المنتخب الألماني أجمل هدف ضد فيروس الفاشية”.
وحذا وزير الرياضة التركي حذو غل ونشر صورة أوزيل مع أردوغان وقال “نحن نؤيد بصدق الموقف الذي اتخذه شقيقنا مسعود أوزيل”.
وقال المتحدث باسم أردوغان، إبراهيم كالين، إن اضطرار اللاعب الدفاع عن لقائه بالرئيس التركي مؤسف “لأولئك الذين يدعون بأنهم متعددو الثقافات ومسامحون”.
لكن رئيس نادي بايرن ميونخ الألماني، أولي هونيس، عقّب على خروج أوزيل بقوله، “أنا سعيد بأن الرعب قد انتهى، لقد لعب لسنوات بشكل وسخ، وآخر مبارزة ثنائية فاز فيها تعود لما قبل كأس العالم، والآن يخفي نفسه وأداءه الرديء وراء هذه الصورة”.
أبرز إنجازات أوزيل مع ألمانيا
أسهم أوزيل بشكل كبير في تتويج المنتخب الألماني في مونديال 2014 الذي أقيم بالبرازيل، وكان من أبرز اللاعبين في تلك البطولة.
اختير مسعود أوزيل خلال الموسم الكروي 2011-2012 كأحسن ممرر في أوروبا، فقد أهدى أكثر من 25 تمريرة حاسمة متفوقًا بذلك حينها على منافسين كبار في عالم المستديرة كميسي ورنالدو.
توج أوزيل خمس مرات بجائزة أفضل لاعب ألماني، في أعوام 2011، 2012، 2013، 2015، و2016.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :