“لا تنسونا”.. فنان أمريكي يحمل قضية معتقلي سوريا
أطلق الفنان التشكيلي الأمريكي مارك نيلسون مجموعة فنية جسّد من خلالها معاناة ضحايا الحرب في سوريا، مسلطًا الضوء على قضية المعتقلين في سجون النظام السوري.
المجموعة الفنية مكونة من عدد من اللوحات والمنحوتات المصنوعة من الصلصال والشمع، والتي تصور آثار التعذيب على أجساد المعتقلين في سجون الأسد، وذلك بالاستناد إلى الصور التي سربها “قيصر” من المعتقلات السورية، بالإضافة إلى شهادات معتقلين سابقين، ومنهم منصور العمري.
نيلسون قال، في حديث إلى عنب بلدي، إن مجموعته عُرضت في جامعة “إيسترن إلينويز” الأمريكية، الأسبوع الماضي، وهي جزء من مشروع فني أكبر، يهدف إلى الكشف عما وصفه بجرائم الأسد “الشنيعة” بحق المدنيين، خلال السنوات السبع الماضية التي تلت الحراك السلمي في سوريا.
وأضاف، “عندما رأيت صور المعتقلين التي سربها قيصر من سجون النظام صُدمت وتساءلت: هل فعلًا يحدث هذا؟!”، وتابع “لم أستطع أن أخرج أجساد هؤلاء الضحايا المساكين من رأسي، بدأت بالرسم والبحث ورؤية الوثائقيات التي تروي قصص المعتقلين، لتجسيدها في عمل فني (…) كلما سمعت أكثر ازدادت رغبتي باستخدام فني ليرى العالم ما كان يحدث أمامه”.
ويعتبر مارك نيلسون صديقًا لمعتقلين سابقين في سجون النظام، ومن بينهم مازن الحمادة ومنصور العمري، الذي سرب قطعة قماش من سجون الفرقة الرابعة التابعة للمخابرات الجوية بعد الإفراج عنه، عام 2013، وعليها اسم 82 معتقلًا كتبوا أسماءهم بالدم والصدأ على القماش الأبيض.
وتطرق الفنان الأمريكي إلى أن الغرب لا يعلم ما يحدث في معتقلات النظام، بقوله إن الإعلام الغربي نادرًا ما يتطرق إلى هذه القضية، وبناء على ذلك طلب نيلسون من زوار معرضه أن يلمسوا المنحوتات الفنية التي تصور المعتقلين وأن يقتربوا من الوجوه، مشيرًا إلى أن الزوار “صعقوا” مما رأوه.
ودعا نيلسون جميع الأمريكيين إلى عدم تجاهل ملف المعتقلين السوريين، والتحدث باسم الآلاف الذين ما زالوا يتعرضون لأشد أنواع التعذيب في الأقبية.
وحاليًا، يتطلع نيلسون، المعروف بمناصرته لحقوق الإنسان حول العالم، إلى تنظيم معارض دورية يسلط الضوء من خلالها على ضحايا الحرب في سوريا، مضيفًا، “أريد أن يُحاسب نظام الأسد، كما تمت محاسبة النظام النازي، على جرائمه ضد الإنسانية”.
المعتقلون في الأعمال الفنية
شغلت قضية المعتقلين السوريين الأروقة الفنية العالمية، التي حاولت توجيه الأنظار نحو هذه الجزئية المؤلمة في الملف السوري، بعيدًا عن الأروقة السياسية التي لم تحدث تقدمًا يذكر بشأن المعتقلين والمغيبين قسريًا.
وسبق أن استضافت العاصمة الأمريكية واشنطن معرضًا عن سوريا، باسم “نرجوكم لا تنسونا”، نهاية العام الماضي، في متحف “ذكرى الهولوكوست”، وعُرضت خلاله أدلة مهمة على تورط النظام السوري في تعذيب المعتقلين.
كما نظمت مؤسسة “أنا هي” معرضًا فنيًا في مدينة غازي عنتاب التركية، تحت عنوان “المعتقلات هن الجميلات”، في كانون الأول 2016، تضمن قصص معتقلات خرجن أو ما زلن في سجون النظام السوري، واللواتي “ليس وراءهن مطالب”.
ومنحت قضية المعتقلين مساحة من الأفكار لأفلام عدة، أغلبها تركز في إطار التوثيق، ومن بينها فيلم “العقار الخامس” و”الثورة المستحيلة” و”المغيبون قسريًا في سوريا” و”82 اسمًا”.
ويبقى ملف المعتقلين معضلة “كبرى” في المسألة السورية، إذ لم تستطع أي جهة دولية حتى اليوم محاسبة المسؤولين عن التعذيب، رغم آلاف الانتهاكات التي توثقها منظمات حقوقية محلية ودولية.
وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، بلغ عدد المعتقلين الموثقين بالأسماء في سجون النظام 118 ألف شخص، 80% منهم مغيبون قسريًا، لكن التقديرات تشير إلى أن عددهم تجاوز 215 ألفًا، يتعرضون لأشد أنواع التعذيب.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :