دخل اتفاق محافظة القنيطرة بين النظام السوري والمعارضة برعاية روسية حيز التنفيذ، بعد خروج الدفعة الأولى من مقاتلي “هيئة تحرير الشام” إلى إدلب.
وعرضت صحيفة الشرق الأوسط تفاصيل الاتفاق اليوم، السبت 21 من تموز، ويتضمن وقف إطلاق نار فوري من دون أي شروط لأجل مفتوح.
وفيما يخص الراغبين بالبقاء في القنيطرة تتم تسوية وضعهم بعفو كامل وعدم ملاحقة أمنية للضباط والجنود المنشقين والمدنيين، وتأجيل المتخلفين وتتم محاكمة من تم توثيق جرائمه كالإعدامات الميدانية من دون محاكمة.
بالإضافة إلى تسليم السلاح الثقيل والمتوسط خلال مدة يتفق عليها مع الوفد المفاوض لاحقًا.
ونص الاتفاق أيضًا على عودة مهجري جنوب دمشق عدا الحجر الأسود، لعدم صلاحياتها للسكن، وعودة مهجري ريف دمشق من “مثلث الموت” وحتى حمص.
مواقع عسكرية تدخل اتفاق 1974
وجاء توقيع اتفاق القنيطرة بعد حملة عسكرية تمكنت فيها قوات الأسد من السيطرة على ريف درعا الغربي، وصولًا إلى ريف القنيطرة الأوسط، بالتزامن مع قصف جوي من الطيران الروسي، أوقع ضحايا وجرحى.
ويعتبر ملف القنيطرة حساسًا قياسًا ببقية مناطق الجنوب السوري، كونها منطقة محاذية للجولان المحتل من إسرائيل.
وبحسب بنود الاتفاق يدخل “اللواء 90″ و”اللواء 61” مرفقًا بقوات الشرطة الروسية إلى خط وقف النار والمنطقة منزوعة السلاح وفق اتفاق 1974، وتكون آلية الدخول والتنسيق من طرف الوفد المفاوض وفي القطاعين الجنوبي والشمالي.
وجاء فيه تشكيل لجنة لمتابعة أمور المعتقلين، وضمان حرية الرأي والتعبير تحت سقف القانون.
الحافلات تدخل من مدينة البعث إلى نقطة عبور المهجرين في مدينة القنيطرة والقحطانية في الساعة العاشرة صباحًا من يوم أمس، ووفقًا للاتفاق بعد خروج الباصات تسلم نقطة الأمم المتحدة في بلدة أم باطنة وتدخل الشرطة الروسية إلى نقطة الأمم المتحدة في بلدة رويحينة.
وتعتبر البنود المذكورة مرحلة الاتفاق الأولى وسيتم الاتفاق على المرحلة الثانية بعد إتمام تنفيذ ما سبق.
ووقعت اتفاقية فض الاشتباك بين النظام السوري وإسرائيل، في 31 من أيار 1974، بعد حرب تشرين، في جنيف بحضور الأمم المتحدة وأمريكا والاتحاد السوفيتي.
ونصت حينها على انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها في حرب تشرين، وتبادل أسرى الحرب بين الطرفين، ووقف إطلاق النار والامتناع عن جميع الأعمال العسكرية برًا وبحرًا وجوًا.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، حذر قوات الأسد من الاقتراب من المنطقة العازلة على الحدود، بحسب صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية، في 10 من تموز.
تل الحارة بيد الروس
وذكرت الصحيفة أن الاتفاق نص على إنشاء منطقة عازلة ثلاثية الشريط بطول 80 كيلومترًا.
ويكون القطاع الأول بعرض 235 كيلومترًا ويمتد على الجانب السوري من حدود الجولان يعمل فيه مراقبو “أندوف” والشرطة العسكرية الروسية.
أما القطاع الثاني تحتفظ فيه قوات الأسد بـ 350 دبابة وثلاثة آلاف جندي بسلاح خفيف، والقطاع الثالث بـ 650 دبابة و4500 جندي وسلاح خفيف، إضافة إلى مدافع محدودة العدد وبمدى محدد لا يتجاوز المرحلة الأولى.
ويسمح الاتفاق أيضًا بملاحقة قوات الأسد مدعومة من الجيش الروسي لتنظيم “الدولة الإسلامية” في حوض اليرموك على أن تعود إلى مواقعها بموجب تفاهمات “فك الاشتباك”.
كما تضمن سيطرة روسيا على تل الحارة في ريف درعا، والذي يصل ارتفاعه إلى 1200 كيلومترًا للإطلال على الجنوب السوري وشمال إسرائيل والرقابة على تنفيذ التفاهمات.