إسلام الدباس.. قدم لهم الورود فاعتقلوه وأعدموه
“أخبرنا معتقل كان معه أن إسلام خرج من المهجع، في تاريخ 8 كانون الثاني 2013، في وقت لا يخرج فيه إلا المحكوم عليه بالإعدام لتنفيذ الحكم”، كانت هذه آخر الأخبار الواصلة إلى عائلة الناشط السوري الشاب إسلام الدباس، قبل تأكيد المعلومة أمس، الاثنين 16 من تموز.
وأعلنت العائلة تلقيها نبأ بوفاة إسلام لدى مراجعة دائرة نفوس داريا التي ينحدر منها، أمس، والموثق بتاريخ 15 من كانون الثاني 2013.
كان إسلام معتقلًا في سجن صيدنايا حيث زارته والدته مرتين، بحسب ما قالت لعنب بلدي، كانت الأخيرة في 13 من تشرين الثاني 2012، وأخبرها وقتها أنه سيخضع لمحاكمة في كانون الثاني، وهو الشهر الذي وثقت فيه حادثة الوفاة.
بقيت عائلة إسلام تنتظر خبرًا عن مكانه منذ عام 2013، إلى أن ذهب أحد أقاربه إلى دائرة النفوس، فأخبره الموظفون أن إسلام توفي، دون أن يسلموه شهادة الوفاة، بحجة أنه ليس من أقاربه من الدرجة الأولى.
والناشط من مواليد داريا عام 1989، كان طالبًا في كلية الهندسة المعمارية، وهو من مجموعة قادت النشاط السلمي في داريا، واعتقل، في 22 من تموز 2011، في جمعة “الوحدة الوطنية”، وهو يحاول أن يقدم الورود للجنود الذين اعتقلوه.
وانضم إسلام إلى عدد من رفاقه الذين قتلوا تحت التعذيب، ومن أبرزهم، غياث مطر شريكه في توزيع المياه على عناصر الجيش، الذي قتل تحت التعذيب واستلم ذووه جثته بعد يومين من اعتقاله، ونبيل شربجي الذي قتل أيضًا في المعتقل ووصلت معلومات من معتقلين كانوا معه في سجن صيدنايا أنه توفي متأثرًا بالمرض في أيار 2015.
وعن الإجراءات التي ستقوم بها العائلة لاستلام شهادة الوفاة وتوضيح سببها، قالت والدة إسلام “حاليًا نحن جميعًا خارج سوريا بالإضافة إلى أن والد إسلام معتقل في سجن عدرا، لذلك لا نستطيع إلا أن ننتظر حتى يخرج والده ليتسلم الشهادة”.
واعتقل الأستاذ المربي خيرو الدباس (والد إسلام) مطلع تموز عام 2011، وأحيل إلى سجن عدرا المركزي بدمشق، بعد تنقله في عدد من معتقلات المخابرات السورية، ولا يزال موقوفًا هناك.
واجتمع الوالد بابنه في المحكمة في أيلول 2012، حيث طلب إسلام أن يسامحه بسبب هذا “المأزق” الذي دفعه ثمن مواقفه الثورية بحسب اعتقاده، لكن الوالد أبدى كمًا من الرضا والارتياح لمواقف ابنه الشاب، بحسب ما نقلت عنه العائلة.
ويوجد في داريا أكثر من ألفي معتقل موثقين بالاسم في أفرع المخابرات السورية، بحسب ما وثقت مجموعة “معتقلي داريا”، التي تضم ناشطين متخصصين بمتابعة قضاياهم.
وفي عامي 2011 و2012، اعقتلت أجهزة الأمن عددًا كبيرًا من قيادات الصف الأول في الحراك السلمي، لا يزال مصيرهم مجهولًا.
وبدأت تتوارد إلى دائرة النفوس، في الأيام القليلة الماضية، أسماء معتقلين قتلوا تحت التعذيب، بعد سنوات من انتظارهم.
ومع غياب الأرقام الرسمية، وثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” وجود أكثر من 118 ألف معتقل سوري بالأسماء، 88% منهم موجودون في معتقلات النظام السوري، لكن التقديرات تشير إلى أن العدد يفوق الـ 215 ألف معتقل.
كما وثقت مقتل أكثر من 13 ألف شخص تحت التعذيب في سوريا، 99% منهم أيضًا على يد النظام.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :