سوق المزاودات
عنب بلدي – العدد148 – الأحد 21/12/2014
في تطور لافت على صعيد الخارطة العسكرية في سوريا، سيطرت قوات المعارضة على وادي الضيف والحامدية في ريف إدلب، بعد عامٍ تقريبًا على التراجع لحساب الأسد وتنظيم «الدولة الإسلامية»، اللهم إلا في درعا والقنيطرة.
أعادت السيطرة الفرحة إلى أهالي المنطقة الذين سيعودون إلى بيوتهم بعد عامين، وعموم الثائرين الذين يتوقون لسلسة الانتصارات التي صنعها الجيش الحر بداية 2012.
لكن ما ينغّص الفرحة ويعكّرها، هو محاولة بعض الفصائل -أو مؤيديها- تبني النصر وتسويق اسم فصيلهم على حساب باقي المشاركين، على عكس الواقع الذي يقول بأن حركة أحرار الشام وجبهة النصرة والفرقة 13 من الجيش الحر وجند الأقصى، توزعوا المهام كلٌ حسب محوره وقدرته القتالية، إضافة إلى مئات المقاتلين من أهالي المنطقة، علمًا بأن أحرار الشام كانت رأس الحربة، بحكم نفوذها في المنطقة.
بدوره قال الدكتور عبد الله المحيسني شرعي جبهة النصرة، «للأسف أخرجنا اليوم من معسكر الحامدية عددًا من صواريخ الـ TAW التي تزعم أمريكا والائتلاف الوطني أنه قدمها نصرة للثورة السورية»، واضعًا «كثيرًا من علامات الاستفهام؛ من أين وصلت الصواريخ إلى معسكر الحامدية وعددها ليس بالقليل».
ويتهم المحيسني صراحةً كتائب الجيش الحر بأنها قدمت الصواريخ النوعية لمقاتلي الأسد المحاصرين منذ سنتين؛ لكنه تجاهل أن قاذف صواريخ الـ «TAW» لصالح جبهة النصرة في المعركة الأخيرة، هو مقاتل من حركة حزم التابعة للأركان، وهو محتجز لدى النصرة.
مشاركة «القاعدة» في القتال ربما سيكلف حظر أو تعقيد الإمداد الغربي لحركة حزم وغيرها؛ يهمَل ذلك أمام نصر استراتيجي في المنطقة، لكن أن تواجه كتائب الجيش الحر بهذه الاتهامات الفضفاضة وغير المنطقية أمرٌ غير مقبول، ويتطلب اعتذارًا رسميًا من الجبهة على «الشطحات» التي يفتعلها المحيسني.
الإخلاص والعمل الجماعي والتنسيق العسكري المتقن، أثمر معركة خاطفة ناجحة؛ أما التشتت وأكل لحوم الشركاء فهو السبيل الأمثل لتحطيم كل المكاسب.
هيئة التحرير
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :