الديك يطلق صيحة الفوز
العطر الفرنسي يفتك بالشجاعة الكرواتية
عروة قنواتي
فعلها ديشامب أخيرًا.. فعلها وترك الدموع للجوقة الكرواتية التي نالت احترام ومحبة شعوب العالم وعشاق كرة القدم في كل القارات.
فعلها ديشامب وأطلق صيحة الفوز بلقب المونديال مجددًا، ضمن السجلات الفرنسية بعد مجد العام 1998، حين كان المدرب الماكر لاعبًا مهمًا وقائدًا للفريق الفرنسي، يومها تعطلت مهارات السامبا بكل أسماء الجيل الذهبي من أن تسجل هدفًا في الشباك الفرنسية.
اليوم سجل الكروات.. ومرتين أيضًا، ولكنهم وقعوا في مصيدة الديك الفرنسي. لثاني مرة في تاريخ المونديال يخرج الديك بأنياب قاتلة، فمن خطأ ماندزوكيتش وهديته للفرنسيين، إلى ثقة غريزمان بتسديد أغلى ركلات الجزاء على الإطلاق، وصولًا إلى اندفاع بوجبا ومبابي وتعميق الجرح الكرواتي.
هذا المساء لا مكان لضيوف الشرف ولا للمستوى الرسمي إلا على المنصة، بعيدًا عن العشب الأخضر، بعيدًا عن مساحات الملعب التي دارت عليه معركة من 90 دقيقة، نجح فيها الكروات بمتابعة الإثارة والمتعة، ونجح ديشامب ورفاقه أن يكونوا أبطال التكتيك والمهارة والسرعة.
العطور الفرنسية التي انطلقت في مربع الكبار كانت تشير إلى مكان الكأس الأغلى.. إلى أياد تشبه أيادي زيدان وهنري وبارتيز في مونديال 1998.
الحلم الكرواتي المؤجل مع الجيل الأجمل لا بد أن يكمل ولا بد له من أن يحصد أول الألقاب في المسابقات المقبلة. مودريتش ماندزوكيتش راكتيتش ايفان سيربيتش، وعلى يمينهم المدير الفني الرائع زلاتكو داليتش، الذي عرف كيف يقسم جهد لاعبيه في مغامرة المونديال، وعرف كيف يصل إلى النهائي. كانت التفاصيل الصغيرة التي رجحت كفة فرنسا على حلم كرواتيا.
إلى عشاق المونديال والكرة العالمية، مربع للكبار تغادره الكرة اللاتينية.. أبطال العالم يسقطون الواحد تلو الآخر.. نجوم تسحر الكرة الأرضية تغادر وتصبح رقمًا بعيدًا في أخبار المونديال.. إنها الفوضى الرائعة كل أربع سنوات، واليوم تربع على عرش الفوضى والجمال الكروي منتخب فرنسا.
مبروك لعشاق فرنسا، وهاردلك من القلب لأساطير المهارة والمتعة الكروية، المنتخب الكرواتي.
وحتى يحين الموعد الجديد في مونديال 2022، في الدوحة، في أول دولة عربية تستضيف المونديال.. إلى اللقاء ومع أطيب الأمنيات بالسعادة والفرح لكل عشاق كرة القدم في العالم.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :