اضرب الظالمين بالظالمين

  • 2014/12/21
  • 12:43 م

أحمد الشامي

معارضو الفنادق يأملون أن «تتبناهم» أمريكا وتمدهم بالسلاح والعتاد ﻷنهم يظنون أنفسهم اﻷقدر على مواجهة «داعش» وهم بالكاد يجرؤون على الاقتراب من التراب السوري.

هؤلاء لا باع لهم في السياسة الدولية وهم لا يقرؤون جيدًا لعبة اﻷمم الدموية على المسرح السوري، حيث تتصارع قوى دولية كبرى تخشى أفول نجمها، مع قوى إقليمية صاعدة تريد لنفسها مكانة أرفع ونفوذًا أوسع بما يسمح لها بالتعامل مع الكبار بندّية.

نظام اﻷسد أصبح مجرد «بيدق» بعدما خرج من اللعبة اﻹقليمية، وهو لم يكن في اﻷساس ذا وزن يذكر في التوازنات الدولية خارج إطار «بهلوانياته» المعتادة.

اللعبة اليوم متعددة الوجوه وتوازناتها تعبر عن عالم عديد اﻷقطاب تسوده تحالفات هلامية ومتغيرة. لعبة اﻷمم تتجلى في سوريا عبر «بيادق» عمياء تتصارع وتتحالف بحسب رغبات رعاتها الخارجيين.

أبرز البيادق التي يريد «الخارج» فرضها على السوريين هي «داعش» و «صيصان القاعدة» من جهة، و «نظام العصابة» و «الولي الفقيه» من جهة أخرى. اللاعبون الآخرون على الساحة يجاهدون للبقاء على رقعة الشطرنج السورية بانتظار ٳخراجهم الواحد تلو الآخر سواء بالاغتيال أو بالطرد.

المطلوب هو تحويل الساحة السورية لملعب تصفية حساب العم سام و «فسطاطه» مع اﻹسلام الوهابي ولتذهب تطلعات السوريين المشروعة إلى الجحيم.

منذ بداية الثورة عمل «اوباما» على تحريك خيوط اللعبة في هذا الاتجاه، والآن أتت ساعة الحقيقة، فٳما أن يأتي «اليانكي» شخصيًا لمقارعة «اﻹرهابيين» أو أن ينتدب وكلاء محليين ينوبون عنه في هذه الحرب، وهنا يأتي دور اﻷسد وزبانية إيران.

الكثيرون تجاهلوا إجرام «داعش» وجاهليتها ومشروعها العائد للعصر الحجري ولم يجدوا عليها من المآخذ سوى تفاديها للمواجهة مع اﻷسد! لماذا الاحتجاج إذًا حين يهب اﻷسد وزعران نصر الله لمقارعة جند البغدادي ويفرضون عليهم المواجهة؟ هل نريد من السوريين السنة، التضحية بأرواحهم كرمى لعيون «اوباما»؟

ما الذي يزعج السوريين حين تتقاتل العصابة العلوية-الشيعية مع العصابة الوهابية؟

ما ضرنا لو تذابح الاثنان حتى آخر شبيح وآخر «مهاجر»؟

يبقى أن نتمنى النصر، أو الهزيمة، للاثنين معًا وإعداد العدة للخلاص من «الناجين» بعد أن يثخن كل منهما في الآخر.

مقالات متعلقة

  1. الأب والابن والحل السوري
  2. كلاهما «ضرّاط»...
  3. الدواعش والجزرة
  4. سوريا.. المخاض الصعب

رأي

المزيد من رأي