في عيدها.. اللغة العربية تتحور إلى «عربيزي»
عنب بلدي – العدد148 – الأحد 21/12/2014
صادف يوم الخميس 18 كانون الأول اليوم العالمي للغة العربية، التي من المفترض أن يتحدثها أكثر من 422 مليون نسمة، وتعتبر من اللغات السبع حول العالم الغارق بالنكبات والحروب، لكن حال هذه اللغة اليوم يهبط إلى أدنى مستوياته، بعد تداخل اللهجات وهجرة أبناء البلدان العربية وتعرفهم على الثقافات واللغات الغربية.
وكأن الشاعر حافظ إبراهيم قد تنبأ بمستقبل اللغة العربية، وتوجُّه الكثير من المواطنين العرب نحو تعلم لغات بلدانهم البديلة حين ألقى «اللغة العربية تنعى حظها» وذلك قبل عام 1932:
أيَهجُرني قوي عفا الله عنهم.. إلى لغةٍ لم تتصل برواة
سرت لوثة الإفرنج فيها كما سرى.. لعاب الأفاعي في مسيل فرات
لكن المشكلة لم تتوقف عند هذا الحد فقط، إنما تحولت إلى لجوء مواطنين عرب يعيشون في البلدان العربية باستبدال أحرف اللغة العربية بأحرف لاتينية، ليطلق على الحالة «عربيزي» دمجًا لكلمتي عربي وإنكليزي، كما يستبدل هؤلاء بعض الأحرف إلى أرقام، لعدم وجود أحرف تقابلها بالإنكليزية.
الغريب أن المسألة أصبحت شائعة لدرجة أنك تجد اليوم تعريفًا لها في موقع «ويكيبيديا» مع معلومات عن نشأتها واستعمالاتها.
ويرجع بعض المراقبين للغة بأن منشأ الحالة يعود لرغبة الجيل الجديد بمواكبة التطورات ولحاقهم بركب الغرب كما يظنون بلغة «هجينة».
يقابل التحول الدراماتيكي للشباب العربي نحو «العربيزي»، تطورات تقنية، إذ قدمت شركة جوجل إعادة الجمل من اللغة «الدخيلة» إلى العربية الأم، وللتوضيح فإن محرك البحث يحول كلمة «so2al» إلى «سؤال».
ولمقارنة الحالة مع اللغات العالمية الأخرى، فقد عبر جيرد شيرمن وهو نائب جمعية اللغة الألمانية في مقابلة مع موقع «بلا فرنسية» أن الألمان غير متعصبين للحفاظ على نقاء لغتهم ولا يعارضون وجود بعض الكلمات الإنكليزية، لكن 66 بالمئة يرفضون خلط اللغتين، حيث ينظر الكثيرون أن الذين يخلطون في اللغة لا يتمتعون بمستوى تأهيلي عال، بل الأمر في حقيقته ليس سوى نوع من المباهاة.
المشكلة الأكبر هي «هدم اللغة الفصحى»، حيث تحدثت سوزان تلحوق، وهي رئيسة جمعية «فعل أمر» في محاضرة لبرنامج «تيد» بضرورة إحياء اللغة لأنها من تحدد مصير العرب «يقولون الطريقة الوحيدة لتقتل شعب هي أن تقتل لغته.. هذا الواقع تعرفه الشعوب المتطورة والتي تسن القوانين لحماية لغتها وتقدسها وتدفع الأموال لتطويرها، وإن لم نكن من العالم الأول لم يصلنا هذا الفكر المتطور».
وطالبت تلحوق بالتخلص من عقدة الأجنبي، مشيرة إلى أن إتقان اللغات الأخرى يتطلب إتقان اللغة الأم.
ورغم أنها لغة القرآن الكريم، لكن يبدو أن العربية بدأت تترنح في عيدها، رغم محاولات علمائها لإبقائها وترسيخها وتطويرها، بينما يحاول معظم الشباب العربي خلطها بلغات أجنبية دخيلة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :