دلائل وتداعيات تحرير وادي الضيف

  • 2014/12/21
  • 12:29 م

عمار زيادة

يبدو أن المعارضة تتجه نحو تغيير في خطابها، تجاه المبادرة التي يحاول المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا الوصول إليها لتجميد الصراع في حلب، ثم الانتقال إلى مرحلة تفاوض سياسي.

وكانت المعارضة تتهم المبادرة بأنها تمنح فرصة لقوات الأسد حتى تتفرغ لمعارك أخرى في الجنوب ومحيط العاصمة دمشق. إلا أن أوّل تصريح رسمي من حركة أحرار الشام بعد السيطرة على وادي الضيف والحامدية على لسان قائدها أبو جابر جاء فيه «لأصحاب المبادرات والحلول السياسية التي لا تلقي بالًا  لمئات الآلاف من القتلى والجرحى والمعاقين وملايين المشردين التي تدفع شعبنا للرضى بالذل والهوان… ردنا عليكم كردنا في وادي الضيف والحامدية».

لا شكّ أن التقدم العسكري الاستراتيجي يعطي وزنًا كبيرًا للمعارضة في المفاوضات حول هدنة مع نظام الأسد، وربما تنسفها في حال تمكنت بالفعل من قطع طرق الإمداد بين اللاذقية وحلب، خصوصًا مع حصار كامل حول مطار أبو الظهور العسكري، تمهيدًا لاقتحامه.

تداعيات «السقوط المدوي» لمعسكرات الأسد في المنطقة، تمتد لتشمل قواعد عسكرية وسياسية للمعارضة الداخلية في محافظة إدلب، لتكون منطلقًا للعمليات والمفاوضات وإدارة المناطق المحررة، بعد أن خسرت العام الماضي محافظة الرقة تحت ضغط تنظيم «الدولة الإسلامية».

الملفت أن حركة أحرار الشام لم تتأثر كثيرًا برحيل عشرات من قادتها مطلع أيلول الماضي، إذ استمرت في سياستها المتمثلة بتدريب المقاتلين بدنيًا وعسكريًا ونفسيًا، ثم البدء بمعارك كبيرة تحدث فارقًأ على الساحة السورية.

كما ينبّه التحرير إلى مدى أهمية الحاضنة الشعبية في تأييد الثورة والمقاتلين أو نبذهم، إذ تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي عشرات التسجيلات تظهر فرحة أهالي المنطقة بالعودة إلى ديارهم، وإبعاد خطر القصف والمداهمات عن قراهم.

يحتاج النصر في الوادي إلى خطوة جديّة من أصدقاء المعارضة والجارة تركيا، تتعهد بإنشاء منطقة آمنة في الشمال منطلقها إدلب، يتمكن بعدها مقاتلو المعارضة من التقدم على جبهات نظام الأسد وتنظيم «الدولة»، القادرة بإرادة مقاتليها ومبادئ الثورة أن تصل إلى دمشق.

مقالات متعلقة

مقالات الرأي

المزيد من مقالات الرأي