مصالحة أم انتقام.. مستقبل غامض ينتظر السويداء
السويداء – نور نادر
بدأت التساؤلات تطرق أبواب أهالي السويداء بما يخص مصير المدينة المستقبلي، بعد سيطرة قوات الأسد على مساحات واسعة من محافظة درعا بموجب اتفاقيات مع فصائل المعارضة برعاية روسية.
وبعد سيطرة النظام على درعا تحولت الأنظار إلى السويداء، وبدأ التخوف من خطة للنظام بهدف إعادة المدينة إلى سيطرته الكاملة، بعدما عاشت حالة من الاستقلالية والحرية داخل حدودها، منذ نشأة حركة “رجال الكرامة” في 2014.
المدينة عاشت خلال الأعوام الماضية دون حواجز أمنية فعالة أو سلطة عسكرية، إضافة إلى وجود عدد من المتخلفين عن الخدمة العسكرية يفوق عددهم 50 ألف شاب، إلى جانب مطلوبين أمنيًا وسياسيًا، دون التعرض لهم داخل المحافظة، لكن السيطرة على درعا دفعت الناشطين والمطلوبين للتخوف من حملة اعتقالات واسعة تلوح في الأفق، تطال الشباب والسياسيين والعاملين في منظمات المجتمع المدني.
تطمينات من “رجال الكرامة”
ظهرت حركة “رجال الكرامة” عام 2012، وروجت شعارًا بين الناس بأنها حيادية، واعتمدت مبدأ “تحريم” الاعتداء على سكان المحافظة، من قبل النظام ضد السوريين الثائرين أو المجموعات الإرهابية كجبهة النصرة وغيرها، وفرضت هذه الحركة أمرًا واقعًا داخل المحافظة بقوة السلاح.
وتعرضت الحركة لنكسة باغتيال قائدها ومؤسسها وحيد البلعوس، في انفجار سيارة مفخخة، وهي الحادثة التي فجرت غضبًا ضد النظام السوري، ثم عادت الحركة وأعادت ترتيب أوراقها وسمت قائدًا جديدًا لها. وبقيت الحركة وجناحها المسلح على الحياد خلال الحملة الأخيرة للنظام السوري على درعا، ما دفع موسكو لوصفها بأنها “حركة إرهابية”. |
عنب بلدي التقت بأحد المنتمين إلى حركة “رجال الكرامة”، طلب عدم ذكر اسمه، وقال إنه لا خوف على السويداء من حملة عسكرية، ولا يمكن للنظام اعتقال الشباب، طالما أن الأهالي رافضون لذلك، خاصة وأن الحركة لا يمكنها التدخل دون رغبة من الأهالي.
واعتبر أن ما يشاع من مخاوف هي “حرب إعلامية”، غايتها جس نبض خوف الناس من مصيرهم، في حين لا خوف عليهم طالما أنهم يد واحدة، مشيرًا إلى أنه “من الغباء إجبار 50 ألف شاب على الخدمة العسكرية، لأن النظام لا يمكنه تسليح هذا العدد الكبير من الأقليات المتماسكة عنوة”.
وحول مصير المدينة اعتقد المصدر أنه “لا بد من نهاية فيدرالية لكل ما يجري في سوريا، وأنهم، في الحركة، مستعدون ومنظمون لاستلام شرطة وأمن المنطقة، حتى وإن سمحت الحركة للروس بالدخول في حكم السويداء، فلا بد أن يجري ذلك بالاتفاق معها وضمن شروطها”.
كيلو يحذر.. ورجال الكرامة مستعدون
وفي تسجيل صوتي انتشر على صفحات التواصل الاجتماعي للسياسي المعارض ميشيل كيلو، توقع تعرض السويداء لحملة عسكرية ضخمة، واعتقالات تطال العديد من المواطنين، واعتبر أن القسوة المستخدمة ستكون أكبر من أي معركة سابقة للنظام، باعتبارها “تصفية الحساب النهائي مع السوريين”، كما وصفها.
وقال كيلو إن العمليات العسكرية ستكون موجهة للبؤر المسلحة كـ “رجال البلعوس”، موجهًا رسالة إلى جبل العرب بأخذ التدابير الاحتياطية لحماية الشباب وشيوخ الكرامة ورجالها والوجوه الثقافية وأصحاب الرأي المستقل خوفًا عليهم من التصفيات الكبرى.
لكن المصدر المنتمي إلى رجال الكرامة رد على كيلو بالقول إن السويداء أقلية لا يمكن أن يتم التعامل معها بهذا الشكل، والعالم سيقف في صفها، إضافة إلى أن “رجال الكرامة” مستعدون تمامًا لفرض الحل والتوافق السياسي مع الروس، ويملكون قوة لا يمكن لعاقل إلا أن يتفادى خوض المواجهة معها.
ورصدت عنب بلدي تعليقات الناشطين في المدينة في مواقع التواصل الاجتماعي على التهديدات، وأكد عدد منهم أنهم في صف واحد مهما اختلفوا في التوجهات السياسية، وأنهم مؤيدون ومعارضون وشيوخ ومدنيون لا يمكن إلا أن يتحدوا في وجه أي اعتداء على المحافظة.
لكن في المقابل بدأ عدد من الناشطين المطلوبين أمنيًا البحث عن وسيلة للسفر خارج البلاد والبحث عن طرق التهريب الممكنة باتجاه كل من لبنان والأردن.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :